سبب وفاة عبدالهادي الصلتي: قصة مأساوية تملؤها الأحزان
في صباح يوم السبت 30 نوفمبر 2024، بعد رحلة بحث استمرت ثلاثة أيام، أعلن رجال الإنقاذ في سلطنة عمان العثور على جثمان الشاب عبدالهادي بن نبهان الصلتي، الذي فُقد في عرض البحر بعد حادثة سقوطه من قارب صيد. الحادث وقع يوم الأربعاء 27 نوفمبر 2024، مما أثار حالة من الحزن والدهشة بين أهالي ولاية صور وكل من عرف الشاب الخلوق والجاد في مسيرته العلمية والاجتماعية.
عبدالهادي الصلتي كان مثالًا للشاب الطموح، الطيب القلب، الذي عرف بتميزه في النشاطات الثقافية والاجتماعية داخل مجتمعه المحلي، فضلاً عن كونه طالبًا نشطًا في الكلية المهنية بصور. لكن للأسف، انتهت حياة عبدالهادي في حادث غرق مأساوي كان له وقع كبير في نفوس الجميع.
البحث المستمر: رحلة مليئة بالأمل والألم
بدأت القصة المأساوية منذ يوم الأربعاء 27 نوفمبر، عندما سقط الشاب عبدالهادي الصلتي من قارب صيد كان يستقله في عرض البحر، ولم يكن يعلم أحد أن هذه الرحلة البحرية ستكون الأخيرة له. حيث كان عبدالهادي، الذي يُعتبر من أبرز طلاب الكلية، مع مجموعة من أصدقائه في رحلة صيد على متن قارب في البحر بالقرب من شواطئ ولاية صور. في لحظة من لحظات الرحلة، انزلقت قدماه من على حافة القارب، ليغرق في البحر وسط أمواج هائجة ورياح شديدة.
وعلى الرغم من الجهود المبذولة من قبل فريق الإنقاذ، إلا أن البحر كان عائقًا كبيرًا، وامتدت عملية البحث عن عبدالهادي طوال ثلاثة أيام كاملة. كان هناك أمل مستمر في أن يُعثر عليه حيًا، ولكن، كما جرت العادة في الحوادث البحرية، كانت الأوقات تمضي ثقيلة، والجميع يعبر عن قلقه وحزنه على فقدان أحد أبناء المنطقة.
مأساة الفقد: كيف تحدث عن عبدالهادي أصدقاؤه؟
كان عبدالهادي شخصًا مميزًا في عيون جميع من حوله. من خلال منشورات أصدقائه وزملائه على وسائل التواصل الاجتماعي، ظهر بوضوح أثر هذا الشاب المميز في قلوب من عرفوه. فقد نعى العديد من الأصدقاء والزملاء هذا الشاب الطموح، الذي كان يملأ الأماكن التي يدخلها بالبهجة والابتسامة التي لا تفارق وجهه.
أحد أصدقائه، علي بن خميس المحاسبي، الذي كان له الشرف في لقائه عدة مرات، تحدث عنه بكلمات صادقة ومعبرة: “فُجعنا برحيل الشاب الخلوق البشوش، عبدالهادي الصلتي. حيث تم العثور على جثمانه مفارقًا للحياة بعد حادثة غرق. ألتقيت به في عدة مناسبات، آخرها حضوره معي في ورشة قدمتها مسبقًا. كان شعلة أمل، ونموذجًا للشباب الطموح، شغوفًا بتنمية ذاته، لا تفارق الابتسامة وجهه، ولا يغيب عن أي محفل للعلم والعمل.”
سبب وفاة عبدالهادي الصلتي: الشاب الذي ترك بصمته في قلوب الجميع
كان عبدالهادي معروفًا بحبه للعلم والتطوير الذاتي، وكان دائمًا حريصًا على أن يكون جزءًا من كل نشاط ثقافي أو اجتماعي في مجتمعه. فقد كان شخصًا محبًا للخير، ويسعى دائمًا لإحداث فرق في الحياة من خلال أفكاره المبدعة والمبتكرة. في الكلية، كان عبدالهادي أحد الطلاب البارزين في النشاطات الثقافية، حيث ساهم في العديد من المبادرات المجتمعية والفنية التي كان لها دور كبير في إثراء البيئة التعليمية في المنطقة.
أما على المستوى الشخصي، فقد كان عبدالهادي يتمتع بقدرة عالية على بناء العلاقات الإنسانية، حيث كان محط إعجاب جميع من حوله. كان معروفًا بأدبه الجم، وطيبته التي لا حدود لها، وكانت ابتسامته هي العلامة المميزة له في كل مكان.
الذكرى التي ستظل حية في قلوب الجميع
بعد الإعلان عن العثور على جثمانه، عبر الكثيرون عن حزنهم الشديد بفقدان هذا الشاب، الذي كان يمثل كل معاني الأمل والتفاؤل، وكان دائمًا مصدر إلهام لكل من عرفه. فقد كتب أحد معارفه على حسابه الشخصي في وسائل التواصل الاجتماعي: “رحمك الله يا عبدالهادي، كانت حياتك نموذجًا للجد والمثابرة، وستظل في قلوبنا دومًا. لن ننسى ابتسامتك التي كانت تملأ المكان، وحضورك الذي كان يبعث فينا الأمل.”
تعزية القلب وتأكيد الأثر
لم يكن فقدان عبدالهادي الصلتي مجرد فقدان لشاب طموح، بل كان فقدانًا لمصدر من مصادر الإلهام في المجتمع. فقد أظهرت تعليقات الأشخاص الذين عايشوه وأحبوه على منصات التواصل الاجتماعي حجم الفجوة التي تركها وراءه. ولكن أيضًا، ترك عبدالهادي أثرًا عميقًا في جميع من حوله، أثرًا لن يمحوه الزمن.
إن وفاته لا تشكل نهاية لمسيرته فحسب، بل هي بداية لذكرى مستمرة في قلوب من عرفوه، الذين سيظلونه حيًا في محافلهم وفي مناسباتهم، فهو النموذج الذي يمثل الأمل في الطموح والإبداع.
رحلة البحث التي تحدت الطبيعة
لا شك أن الرحلة التي خاضها رجال الإنقاذ للوصول إلى جثمان عبدالهادي كانت مليئة بالتحديات، خصوصًا في ظل الظروف المناخية الصعبة. منذ اللحظة الأولى التي تلقى فيها المركز المعني بإغاثة المفقودين خبر غرق الشاب، بدأ فريق البحث في عمل شاق لم يتوقف لحظة. ومع مرور الساعات وتزايد الأمواج، كان الإصرار على العثور عليه يزداد.
لم يكن رجال الإنقاذ وحدهم في هذه الرحلة؛ فقد كانت عائلات المفقودين وأصدقاؤه في حالة من الترقب والقلق المستمر. وفي كل لحظة كانت هناك أمل جديد بأن يتم العثور عليه حيًا، ولكن الحزن كان ينتظرهم في النهاية.
خاتمة: رحلة إلى الآخرة
وبعد أن تم العثور على جثمانه في مياه البحر، أُعلن عن وفاته رسميًا. كانت لحظة حزينة للغاية، لكن الجميع ظلوا يقاومون الألم ويذكرون مناقب هذا الشاب، الذي رحل عن الدنيا لكنه بقي حيًا في ذاكرتهم. وفي النهاية، يظل عبدالهادي الصلتي رمزًا للشباب الطموح والمخلصين في مجتمعاتهم، وستبقى ذكراه حيّة في القلوب.
ختامًا،
إن الحادثة المؤلمة التي تعرض لها عبدالهادي الصلتي تذكرنا جميعًا بأهمية الحياة وقيمتها، كما تبرز الحاجة المستمرة للعمل الجماعي والتضامن في مواجهة الظروف الصعبة. ورغم الحزن الكبير الذي يسيطر على الجميع، فإننا نذكر عبد الهادي دائمًا بابتسامته وشغفه بالحياة، سائلين الله أن يتغمده بواسع رحمته ويلهم عائلته وأحباءه الصبر على فراقه.