كل ما تريد معرفته عن زوجة بشار الأسد أسماء الأخرس: أين هي الآن؟

تُعد أسماء الأخرس، زوجة الرئيس السوري بشار الأسد، من الشخصيات التي أثارت الكثير من الجدل والنقاشات في الأوساط السياسية والاجتماعية منذ ظهورها في الحياة العامة السورية. تمثل أسماء نموذجًا لامرأة في موقع حساس يتداخل فيه السياسة بالمجتمع، حيث ارتبط اسمها بمجموعة من المشاريع الاجتماعية والنشاطات السياسية التي كان لها تأثيرات في سوريا والعالم العربي. تعرف باسم “السيدة الأولى في سوريا”، وقد لعبت دورًا بارزًا في بعض المبادرات الاجتماعية التي لاقت دعمًا من الحكومة السورية.

لكن وراء هذا اللقب، توجد شخصية متعلمة، ذات خلفية دولية، وقد أُثيرت الكثير من التساؤلات حول حياتها الخاصة، وطبيعة علاقتها بالرئيس السوري بشار الأسد، بالإضافة إلى ما يمكن أن تقدمه في منصبها كزوجة لرئيس الدولة في سياق الأحداث المتلاحقة في سوريا.

في هذا المقال، سنتعرف على أسماء الأخرس: من هي؟ ما هي خلفيتها العائلية والتعليمية؟ كيف بدأ ارتباطها ببشار الأسد؟ وأين تقف اليوم في ظل الظروف السياسية والمجتمعية المعقدة التي تمر بها سوريا؟

من هي أسماء الأخرس؟

أسماء الأخرس وُلدت في 11 أغسطس 1975 في لندن، المملكة المتحدة، حيث كانت تنتمي إلى عائلة سورية محترمة ومشهورة. والدها هو فواز الأخرس، الذي عمل كطبيب قلب مقيم في بريطانيا، بينما كانت والدتها سحر العطري تعمل في السفارة السورية في لندن. هذه البيئة العائلية ساعدت في تزويد أسماء بمستوى عالٍ من التعليم والثقافة الغربية منذ صغرها.

تلقت أسماء تعليمها في المدارس البريطانية، ثم درست علوم الكمبيوتر والاقتصاد في جامعة كينغز كوليدج في لندن، وهي واحدة من أبرز الجامعات البريطانية. بعد تخرجها، دخلت أسماء إلى عالم المال والأعمال، حيث عملت في بعض المؤسسات المالية الكبرى، منها جي بي مورغان، إحدى أكبر الشركات المصرفية في العالم.

زواجها من بشار الأسد وتوليها السيدة الأولى في سوريا

في عام 2000، وتحديدًا في نفس العام الذي تولى فيه بشار الأسد رئاسة سوريا بعد وفاة والده حافظ الأسد، تزوجت أسماء الأخرس من بشار، الذي كان حينها شابًا في بداية مسيرته السياسية. كان هذا الزواج موضوع اهتمام إعلامي كبير، حيث كانت أسماء الأخرس تمثل نموذجًا غير تقليدي في ذلك الوقت؛ فهي شابة مثقفة، قادمة من الغرب، وتتمتع بشخصية مستقلة. من ناحية أخرى، كان بشار الأسد، الذي كان قد تولى منصب الرئيس، بحاجة إلى دعم اجتماعي يواكب مرحلة انتقالية صعبة في سوريا.

زواج أسماء وبشار كان بمثابة بداية جديدة لعهد سياسي في سوريا، حيث كان يشير إلى رغبة الأسد الابن في تحديث بعض المفاهيم الاجتماعية والسياسية في البلاد. على الرغم من أن أسماء كانت قد نشأت في بيئة غربية، إلا أنها قررت العودة إلى سوريا بعد زواجها لتعيش مع زوجها في دمشق، وتؤدي دورها كـ “السيدة الأولى”.

أسماء الأخرس: السيدة الأولى في سوريا

منذ زواجها ببشار الأسد، تولت أسماء الأخرس دور السيدة الأولى في سوريا، وهو دور مهم يشمل المشاركة في المناسبات الرسمية، المساهمة في بعض السياسات الاجتماعية، وكذلك تمثيل البلاد في بعض الفعاليات الدولية. وقد ظهرت عدة مرات في الإعلام بصفتها شخصية مثقفة، تتمتع بالقدرة على التأثير في القضايا الاجتماعية والإنسانية في سوريا.

لم تقتصر مهام أسماء على الظهور في المناسبات الرسمية فقط، بل أسست عددًا من المبادرات الاجتماعية التي كانت تهدف إلى تحسين حياة المواطن السوري. ومن أبرز هذه المبادرات كان دعم التعليم والتنمية البشرية، إلى جانب الجهود التي بذلتها لدعم المرأة السورية في المجالات المختلفة.

أسماء الأخرس: دعمها لحقوق المرأة والمبادرات الاجتماعية

على الرغم من الظروف السياسية الصعبة التي مرت بها سوريا في السنوات الأخيرة، لم تتوقف أسماء الأخرس عن دعم قضايا المرأة والطفولة في سوريا. حيث كان لها دور بارز في مبادرات تمكين المرأة داخل المجتمع السوري، خاصة من خلال تحسين فرص التعليم والعمل للنساء في سوريا. كما شاركت في تطوير بعض السياسات التي تهدف إلى دعم الأسر السورية في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.

ومع استمرار الأزمة السورية منذ عام 2011، حافظت أسماء على مشاركتها في عدة فعاليات دولية تهدف إلى تقديم الدعم الإنساني لسوريا، حيث كانت تظهر في المحافل الدولية معبرة عن دعمها لبلدها في تلك الفترة العصيبة.

مواقف سياسية وأثرها على حياتها الشخصية

على الرغم من ظهور أسماء الأخرس كشخصية نسائية شابة ومثقفة في الساحة السياسية، إلا أنها كانت دائمًا محط تساؤلات وانتقادات من بعض الأوساط السياسية الدولية. فدور أسماء في دعم زوجها، خاصة في المراحل الصعبة من الثورة السورية، جعلها محط جدل في العديد من الصحف والمقالات السياسية. في حين أنها كانت تدافع عن مواقف النظام وتظهر بصفتها رمزًا للاستقرار، كان هناك أيضًا من ينتقد استخدامها للمنصب في ظل الأوضاع السياسية والاجتماعية المتدهورة في البلاد.

أين هي الآن؟

في السنوات الأخيرة، أصبح دور أسماء الأخرس أقل ظهورًا في وسائل الإعلام، خاصة مع استمرار الأزمة السورية في تعقيداتها. إلا أن ظهورها لا يزال في بعض المناسبات الهامة، مثل القمم السياسية الرسمية أو خلال زياراتها لبعض الدول الحليفة لسوريا. كما تواصل دعم المبادرات الاجتماعية والتعليمية التي كانت قد بدأت فيها منذ سنوات، وتؤثر في السياسة الاجتماعية داخل سوريا.

وفي ظل الأزمات المستمرة في سوريا، لا تزال أسماء الأخرس تشغل دورًا هامًا في إطار العائلة الحاكمة في سوريا، حيث يُتوقع لها أن تلعب دورًا مؤثرًا في المستقبل في حالة حدوث تغييرات كبيرة في النظام.

أسماء الأخرس: جدل وصمت

على الرغم من انخراط أسماء الأخرس في قضايا سياسية واجتماعية على مستوى سوريا والعالم العربي، فإنها غالبًا ما تتجنب المشاركة في الجدل السياسي الدائر حول زوجها بشار الأسد. وفضلت الحفاظ على صورة الشخصية الهادئة والمعتدلة، التي تركز على المشاريع الاجتماعية والخيرية.

أسماء الأخرس تظل واحدة من الشخصيات التي تثير فضول الكثيرين، لما تحمله من تاريخ معقد ودور غامض في السياسة السورية الحديثة.

رنا الشامي

محررة ذات حس إبداعي، تجمع بين الخبرة في تغطية الأخبار والقدرة على جذب القراء بمقالات مشوقة ومفيدة في مختلف المجالات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى