موعد رأس السنة الأمازيغية 2025 في المغرب: احتفال بتراث الأجداد

تعتبر رأس السنة الأمازيغية 2025 في المغرب ، والمعروفة باسم “يناير” أو “يناير أمغار”، أحد أبرز الاحتفالات الثقافية في دول شمال أفريقيا، وخاصة في المغرب. هذه المناسبة ليست مجرد بداية سنة جديدة وفقًا للتقويم الأمازيغي، بل هي فرصة للاحتفاء بالتراث الأمازيغي الغني الذي يمتد لآلاف السنين، ويجسد الهوية الثقافية لهذا الشعب.

موعد رأس السنة الأمازيغية 2025 في المغرب

رأس السنة الأمازيغية 2025، هي مناسبة سنوية للاحتفال بالثقافة الأمازيغية في شمال أفريقيا، وتحديدًا في المغرب والجزائر، ويصادف 12 يناير 2025 بداية السنة الأمازيغية حسب التقويم الميلادي، بينما تُقام الاحتفالات الرسمية في 14 يناير 2025، وهو يوم العطلة الرسمية في المغرب.

تستمر الاحتفالات بالأمازيغية لمدة يومين، حيث تُنظم تجمعات شعبية تتخللها فعاليات ثقافية تراثية تشمل الرقصات والموسيقى الشعبية. وتُعد هذه المناسبة فرصة للأمازيغ للتعبير عن فخرهم بهويتهم وثقافتهم، خاصة من خلال تحضير الأطعمة التقليدية مثل الكسكس وارتداء الملابس المزخرفة بالألوان والرموز الأمازيغية.

التقويم الأمازيغي: بداية تاريخية وحضارة قديمة

يعد التقويم الأمازيغي أحد أقدم الأنظمة الزمنية في تاريخ البشرية. يعود إلى عام 950 قبل الميلاد، عندما أصبح الملك الأمازيغي شيشنق الأول ملكًا على مصر، وهو الحدث الذي اعتُمد على إثره بدء تقويمهم الخاص. إذاً، في عام 2025، سيكون الأمازيغ في المغرب والعالم يحتفلون بعام 2975 من هذا التقويم. من هنا تظهر عراقة هذا النظام الزمني، الذي تزامن مع نمط حياة الأمازيغ التي كانت تعتمد بشكل كبير على الزراعة والبيئة المحيطة. التقويم الأمازيغي يعتمد على النظام اليولياني، وكان يستخدم قبل اعتماد التقويم الغريغوري المعروف اليوم.

متى يكون رأس السنة الأمازيغية في المغرب 2025؟

يصادف رأس السنة الأمازيغية لعام 2025، الذي يعرف بالـ”يناير” أو “يناير أمغار”، يوم 12 يناير. لكن في المغرب، ستكون الاحتفالات الرسمية والعطلة العامة في 14 يناير، وهو اليوم الذي يشهد تجمعات كبيرة في مختلف المدن المغربية للاحتفال بهذه المناسبة المميزة.

يتم الاحتفال في هذا اليوم بشكل مختلف عن الاحتفالات الغربية للعام الجديد، حيث يستمد “يناير” طابعه الخاص من التقاليد العريقة التي تمثلها العائلات الأمازيغية. يشارك في هذه الاحتفالات الأمازيغ من مختلف المناطق، سواء كانوا في المدن الكبرى مثل الرباط والدار البيضاء، أو في القرى الجبلية التي تحافظ على طابعها الأصيل.

تقاليد وطقوس رأس السنة الأمازيغية في المغرب

يتميز احتفال رأس السنة الأمازيغية بالعديد من الطقوس والتقاليد التي تعكس عراقة ثقافة الأمازيغ وارتباطهم بالأرض والموسم الزراعي. من أبرز هذه الطقوس هو إعداد وجبات تقليدية غنية بالمعاني الرمزية، مثل الكسكس، الذي يتم تحضيره بشكل خاص لهذه المناسبة. يتم تحضير الكسكس باستخدام سبعة أنواع من الخضروات، ويُعد هذا الرقم رمزيًا، حيث يرمز إلى الوفرة والخصوبة.

خلال الاحتفال، تجتمع العائلات حول مائدة الطعام التي تمثل تجسيدًا للوحدة الأسرية والترابط الاجتماعي. إلى جانب الطعام، تزين المنازل بالرموز الأمازيغية مثل النقوش والزخارف التي تعبر عن الهوية الثقافية. كما يُحتفل أيضًا بارتداء الملابس التقليدية المزخرفة بالألوان الزاهية، وتستعرض السيدات الأمازيغيات المجوهرات التقليدية التي تتميز بتصاميمها الفريدة.

الأسطورة والحكمة في “يناير”

لا تقتصر احتفالات “يناير” على الأطعمة والموسيقى فقط، بل يتخللها أيضًا سرد العديد من الأساطير التي تحمل معاني عميقة. من أشهر الأساطير المتعلقة بـ”يناير” هي قصة السيدة العجوز التي خرجت في يوم من أيام يناير الباردة لرعي أغنامها، متحديةً الطقس القاسي. نتيجة لهذا التحدي، طلب الشهر من فبراير أن يُضيف يومًا آخر على الشهر ليعاقب العجوز بالبرد القارس. هذه الأسطورة تعكس العلاقة الوثيقة بين الأمازيغ والطبيعة وتعلمهم أهمية الاحترام والتوازن مع محيطهم.

فعاليات رأس السنة الأمازيغية في المدن المغربية

تتحول العديد من المدن المغربية إلى ساحات للاحتفالات في 14 يناير، حيث تُنظم فعاليات ثقافية وفنية للاحتفال بعيد “يناير”. تُقدّم العروض الموسيقية والرقصات الشعبية الأمازيغية، وتكون الشوارع مزينة بالألوان والزخارف التي تمثل التراث الأمازيغي الأصيل. كما تُقام معارض للحرف اليدوية والفنون التقليدية التي يبرز فيها الأمازيغ مهاراتهم في صناعة الفخار والنسيج والمجوهرات.

الأمازيغية في التعليم والإعلام

رغم أن رأس السنة الأمازيغية ليس يومًا عطلة رسمية في جميع أنحاء المغرب، إلا أن هناك تحركات مستمرة من قبل الجمعيات الثقافية والناشطين الأمازيغ للاحتفاء بهذا اليوم. في السنوات الأخيرة، بدأ الاهتمام بالثقافة الأمازيغية يتزايد في مختلف المجالات. في عام 2011، أصبح الأمازيغي لغة رسمية في الدستور المغربي، مما يساهم في تعزيز الهوية الثقافية الأمازيغية، وإدخالها بشكل أكبر في المناهج التعليمية والبرامج الإعلامية.

في هذا السياق، ينظم العديد من المؤسسات الثقافية والإعلامية في المغرب فعاليات للاحتفال بـ “يناير”، مثل الحفلات الموسيقية، والأفلام الوثائقية التي تسلط الضوء على تاريخ الأمازيغ وثقافتهم.

أهمية رأس السنة الأمازيغية

يُعد رأس السنة الأمازيغية فرصة للأمازيغ في المغرب والعالم للاحتفال بتراثهم الثقافي والاعتزاز به. ومن خلال هذه المناسبة، لا يقتصر الأمر على الاحتفال ببدء عام جديد فقط، بل هو تجديد لعهد مع التاريخ والحضارة الأمازيغية، وإعادة التأكيد على أهمية الأرض والطبيعة في حياة الإنسان الأمازيغي. إن الاحتفالات بـ “يناير” هي بمثابة رسالة من الأمازيغ إلى العالم أجمع، مفادها أن الثقافة لا تقتصر على لحظات الاحتفال فحسب، بل هي جزء لا يتجزأ من هوية المجتمع وأساس من أسس تطوره.

سارة مصطفى

صحفية محبة للكتابة عن أي موضوع يهم الجمهور، تطرح القضايا بطريقة ممتعة وشيقة، تجعل القارئ دائمًا متشوقًا لمعرفة المزيد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى