ردد بفخر: شعر عن 30 نوفمبر اليمن – عيد الاستقلال
عيد الاستقلال اليمني، الذي يُحتفى به في 30 نوفمبر من كل عام، هو ذكرى خالدة تُجسد انتصار إرادة الشعب اليمني على الاستعمار البريطاني. هذه المناسبة الوطنية العظيمة تحمل في طياتها معاني الحرية والعزة، وتُذكّر الأجيال الحالية بالتضحيات العظيمة التي بُذلت من أجل استعادة الكرامة والسيادة. في هذه المناسبة، أبدع العديد من الشعراء في التعبير عن مشاعر الفخر والاعتزاز الوطني، ومن بين هؤلاء الشاعر الراحل محمد عبدالله بامطرف، الذي كتب قصيدته الشهيرة عن هذا اليوم المجيد.
شعر عن 30 نوفمبر اليمن
اليكم قصيدة: “30 نوفمبر – عيد الاستقلال” للشاعر محمد عبدالله بامطرف، والتي جاءت كما يلي:
يومٌ أطلَّ على الأيامِ في شممِ
فاعجزَ الشعرَ والإفصاحَ بالكلمِيومٌ تطاولَ حتى لم تعدْ قممُ
أبَعْدَ أن صرتَ حرًا بعدَ منْ قممُ؟يومٌ سمى فوقَ أحزانٍ ومسغبةٍ
يومٌ لدى الحرِّ فوقَ الجاهِ والنعمِأن وُلِدْنا بيومِ النصرِ يا وطني
وكان قبلُ مخاضٌ في دجى الظلمِعِشناهُ يومًا بيومٍ لم يكنْ حلمًا
بل كان مآثرةَ الأحرارِ من قِدَمِ
قراءة في القصيدة
تُبرز قصيدة بامطرف صورة اليمن في عيد الاستقلال كرمز للشموخ والعزة. يبدأ الشاعر بتجسيد العظمة في هذا اليوم، مشيرًا إلى أن هذا الحدث أكبر من أن تصفه الكلمات أو أن يُحيط به الشعر.
- اليوم المجيد: يصف الشاعر يوم الاستقلال بأنه يوم غير عادي، تتضاءل أمام عظمته جميع القمم. فهو اليوم الذي تحررت فيه الأرض من قيود المستعمر، وانتصرت فيه إرادة الشعب على الظلم والطغيان.
- التضحيات البطولية: يتطرق الشاعر إلى النضال الذي خاضه الأجداد، مشيرًا إلى أن هذا اليوم لم يكن مجرد حلم، بل كان نتيجة مآثر بطولية سجلها الأحرار على مر التاريخ.
- رمزية الحرية: الحرية ليست فقط حقًا طبيعيًا، بل هي الكنز الذي استحقه اليمنيون بتضحياتهم، كما أنها تمثل بداية مرحلة جديدة مليئة بالإنجازات.
الوطنية والاعتزاز
يستعرض بامطرف في أبياته مشاعر الوطنية الصادقة، حيث يظهر اليمن كرمز للصمود والإبداع. يُبرز كيف أن عيد الاستقلال لم يكن مجرد تحرير للأرض، بل ولادة جديدة للأمة، حيث بدأ اليمنيون ببناء السدود والمدن، مؤكدين إرادتهم القوية ورفضهم الخضوع.
- عشق الوطن: يقول الشاعر:
“عشقنا نصرا يغيظ الكارهين له
بالبأس ليس هوى خصمٍ ولا حكم”
هذه الأبيات تعكس اعتزاز الشاعر بحب الوطن والانتصار على المستعمر، مؤكداً أن النصر جاء بإرادة صلبة وشجاعة لا تلين.
- نصرة الحق: الشاعر يشدد على أن الحق هو الذي انتصر، وأن الأرض لا يمكن أن تكون للمستعمر أو الطغاة، بل للشعب الذي يناضل من أجلها.
رمزية عيد الاستقلال
في ختام قصيدته، يرسم بامطرف صورة مفعمة بالأمل، مشبهًا عيد الاستقلال بالعروس المتألقة التي تزينت بالحب والعزة. ويصف هذا اليوم بأنه ليس ككل الأعياد، فهو يحمل روحًا مختلفة تتجدد فيها معاني النصر والوحدة.
- الأمل والتجدد:
“عيدٌ تبدى رياضًا لا انتهاءَ لها
ودفقةً من رضى في قلبِ مضطرمِ” - الفرح الحقيقي: يختتم الشاعر بالقول إن عيد الاستقلال ليس مجرد مناسبة، بل هو تجسيد للفرح الحقيقي والنصر الذي يُعيد الروح للأمة، ويدفعها نحو مستقبل مشرق.
خاتمةقصيدة الشاعر الراحل محمد عبدالله بامطرف عن عيد الاستقلال اليمني هي شهادة أدبية على عظمة هذا اليوم في تاريخ اليمن. إنها ليست مجرد أبيات شعرية، بل هي رسالة حب للوطن، تؤكد على أن النصر والحرية يستحقان كل تضحية. في 30 نوفمبر من كل عام، يتجدد الأمل في قلوب اليمنيين، حيث يعبرون عن فخرهم واعتزازهم بهذا اليوم الذي أعاد لهم سيادتهم وكرامتهم.
عيد الاستقلال اليمني ليس مجرد يومٍ في الروزنامة، بل هو ذاكرة مجدٍ وصمودٍ تتجدد عامًا بعد عام.