من هو الشيخ عمر حوري الذي أثار مقتله جدلاً واسعاً في سوريا؟

تفاعل السوريون بشكل كبير مع أنباء مقتل الشيخ عمر محيي الدين حوري، الإمام المعروف الذي وُجد جثة هامدة في حي جوبر بالعاصمة دمشق، بعد أيام من اختفائه في ظروف غامضة، الحادثة أثارت جدلاً واسعاً بين مختلف أطياف الشعب السوري، حيث تعددت الروايات حول أسباب اختفائه ومقتله.

في هذا المقال، نلقي الضوء على شخصية الشيخ عمر حوري، ونعرف على من هو الشيخ عمر حوري؟ تفاصيل اختفائه ومقتله في دمشق مسيرته العلمية والدينية، والجدل الذي أحاط بظروف وفاته.

الشيخ عمر حوري: من هو؟

نشأته وحياته العلمية

وُلد الشيخ عمر محيي الدين حوري عام 1963 في حي الميدان الدمشقي، أحد أعرق أحياء دمشق. تلقى تعليمه في المدارس المحلية، ثم أكمل دراسته الشرعية، ليحصل على شهادات أكاديمية في الفقه المقارن والتفسير. عمل إماماً وخطيباً في عدة مساجد، كان أبرزها جامع التينبية في حي الميدان وجامع مصعب بن عمير في حي البرامكة.

مناصبه الدينية

شغل الشيخ حوري مناصب دينية مرموقة في سوريا، من بينها:

  • إمام وخطيب جامع التينبية.
  • مدير إدارة الإفتاء العام.
  • أحد أعضاء المجالس الشرعية التي كانت تدعو للاعتدال والتعايش.

مواقفه ودوره المجتمعي

عرف عن الشيخ عمر حوري دعوته إلى الاعتدال والتعايش بين مختلف الطوائف في سوريا، ما أكسبه شعبية في بعض الأوساط، لا سيما بين طلابه الذين نعوه بشدة بعد مقتله.

ظروف اختفائه ومقتله

اختفاء غامض

أُبلغ عن اختفاء الشيخ عمر حوري في مطلع عام 2025، وتداول ناشطون أنباءً عن اختطافه من حي الميدان في دمشق. أطلق ناشطون حملات على منصات التواصل الاجتماعي تحت هاشتاغ “نطالب بإطلاق سراح عمر حوري”، لكن دون جدوى.

العثور على جثته

بعد أيام من اختفائه، عُثر على جثته في حي جوبر، وسط تكهنات حول الجهات المسؤولة عن مقتله.

الاتهامات المتبادلة

تعددت الروايات حول من يقف وراء الجريمة:

  1. الانتقام الشعبي: يعتقد بعض النشطاء أن حوري اختُطف وقتل على يد أهالي بعض المختفين قسراً، الذين اتهموه بالتعاون مع النظام السابق والمشاركة في الإبلاغ عن المتظاهرين خلال احتجاجات عام 2011.
  2. هيئة تحرير الشام: أشارت روايات أخرى إلى أن الهيئة قد تكون وراء تصفيته بسبب علاقاته السابقة بالنظام السوري.
  3. جهات مجهولة: رأى البعض أن الحادثة تندرج ضمن سلسلة من الجرائم الغامضة التي تعكس حالة الفوضى في سوريا.

مواقف متباينة حول الشيخ عمر حوري

مؤيدوه

دافع طلابه ومحبوه عنه بشدة، معتبرين أنه كان شخصية دينية بارزة، ملتزمة بخطاب الاعتدال وداعية للوحدة الوطنية.

معارضوه

في المقابل، وجه بعض النشطاء اتهامات للشيخ حوري بأنه كان على صلة وثيقة بالنظام السوري، وساهم في تسليم المتظاهرين خلال الأحداث التي اندلعت في سوريا عام 2011.

تأثير مقتله على المجتمع السوري

حالة انعدام الثقة

يُظهر مقتل الشيخ عمر حوري تفاقم حالة انعدام الثقة بين الشعب السوري والأجهزة الأمنية. ورغم وعود السلطات بتحقيق العدالة، يرى كثيرون أن هذه الحادثة تكشف هشاشة الوضع الأمني.

تصاعد الانقسام

تعكس الجريمة حالة الانقسام العميق داخل المجتمع السوري، حيث تختلف وجهات النظر حول شخصية الشيخ وعلاقاته السابقة، ما يبرز استمرار التوترات السياسية والاجتماعية.

حوادث مشابهة تعكس واقع سوريا اليوم

حوادث الاختفاء القسري

شهدت سوريا في السنوات الأخيرة العديد من حالات الاختفاء القسري والاغتيالات التي طالت شخصيات دينية، ثقافية، وفنية.

مثال آخر:

  • قبل أيام قليلة من مقتل الشيخ عمر حوري، تعرض الفنان السوري عبد المنعم العمايري لاعتداء في دمشق، في حادثة تعكس حالة الفوضى الأمنية في البلاد.
  • اختفاء الشيخ أسعد الكحيل، نائب الأمين العام لـ”رابطة علماء ودعاة سوريا”، والذي أصدرت الرابطة بيانًا يناشد السلطات بالتحرك لكشف مصيره.

وفي الختام، فإن مقتل الشيخ عمر حوري يسلط الضوء على حالة الفوضى والتوترات المستمرة في سوريا. وبينما يستمر الجدل حول دوره في الماضي، يبقى الحادث تذكيراً بالمخاطر التي يواجهها الشخصيات العامة في بلد يعاني من انقسامات حادة وصراع على السلطة.

سارة مصطفى

صحفية محبة للكتابة عن أي موضوع يهم الجمهور، تطرح القضايا بطريقة ممتعة وشيقة، تجعل القارئ دائمًا متشوقًا لمعرفة المزيد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى