تفاصيل صفقة إطلاق سراح محمد رحيم الأفغاني مساعد بن لادن
تتفاوض إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن مع حكومة طالبان لإتمام صفقة تبادل سجناء تشمل إطلاق سراح محمد رحيم الأفغاني، المساعد الخاص السابق لأسامة بن لادن، مقابل الإفراج عن ثلاثة مواطنين أميركيين محتجزين في أفغانستان.
تأتي هذه المفاوضات ضمن جهود أميركية لإغلاق سجن غوانتانامو، المنشأة المثيرة للجدل، والحد من عدد المعتقلين المتبقين فيها، في هذا التقرير، نسلط الضوء على خلفية محمد رحيم، تفاصيل المفاوضات الجارية لإطلاق سراح مساعد بن لادن في صفقة بين أمريكا وطالبان.
من هو محمد رحيم الأفغاني؟
محمد رحيم الأفغاني هو من مواليد 1965، شرق أفغانستان، عمل في لجنة حكومية أفغانية لمكافحة زراعة الأفيون، ولكنه أُجبر على مغادرة وظيفته بسبب طالبان، والجميع يرغب في معرفة مساعد بن لادن السجين الذي بادلته أميركا مع طالبان.
فر إلى باكستان مع شقيقه عام 1979 خلال الغزو السوفيتي لأفغانستان، كان أحد أبرز مساعدي أسامة بن لادن ومترجمه الخاص، لعب دورًا في مساعدة بن لادن على الهروب بعد هجمات 11 سبتمبر، وصفته وكالة المخابرات المركزية (CIA) بأنه “جهادي متمرس وصعب المراس”.
وقد ألقت السلطات الباكستانية القبض عليه في لاهور عام 2007، تم تسليمه إلى CIA، حيث خضع لبرامج استجواب شملت التعذيب لفترات طويلة، منها الحرمان من النوم، وفي مارس 2008، نُقل إلى غوانتانامو، وكان آخر شخص يتم ترحيله إلى السجن من منشآت CIA السرية.
رغم اتهامه بالعمل لصالح القاعدة، لم يتم توجيه أي تهم رسمية ضده، مما يجعله من “السجناء الأبديين”.
تفاصيل المفاوضات الجارية صفقة تبادل السجناء
تسعى الإدارة الأميركية لإتمام صفقة تشمل إطلاق سراح ثلاثة مواطنين أميركيين محتجزين في أفغانستان منذ عام 2022 وهم: ريان كوربيت، جورج جليزمان، محمود حبيبي، في المقابل، يتم الإفراج عن محمد رحيم الأفغاني، الذي يُعتبر من أبرز المعتقلين في غوانتانامو.
وقد بدأت محادثات المبادلة في يوليو 2023، تمت مناقشة القضية في إفادة سرية قدمها مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان أمام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأميركي.
أسباب احتجاز الأميركيين
- ريان كوربيت ومحمود حبيبي: تم احتجازهما في أغسطس 2022 في واقعتين منفصلتين بعد عام من سيطرة طالبان على كابل.
- جورج جليزمان: احتُجز لاحقًا في نفس العام أثناء زيارته لأفغانستان لأغراض سياحية.
الأهداف الأميركية من المفاوضات
تعهد الرئيس جو بايدن بالسعي لإغلاق السجن الذي يُعتبر رمزًا لانتهاكات حقوق الإنسان، انخفض عدد السجناء في غوانتانامو إلى 15 فقط، مقارنة بـ800 سجين عند افتتاحه في 2002.
تسعى الإدارة الأميركية إلى تحسين قنوات الاتصال مع حكومة طالبان، رغم التوترات المستمرة بعد انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان في 2021، يشير المنتقدون إلى أن الإفراج عن محمد رحيم قد يُعيده إلى دائرة النشاط الجهادي.
ويرى آخرون أن هذه الصفقة قد تكون خطوة إنسانية لإعادة الأميركيين المحتجزين إلى بلادهم، يُعتبر تقليل عدد المعتقلين في غوانتانامو خطوة إيجابية نحو إنهاء فصل مظلم من انتهاكات حقوق الإنسان.
تمثل المفاوضات بين الولايات المتحدة وطالبان حول محمد رحيم الأفغاني تطورًا جديدًا في ملف العلاقات الأميركية-طالبانية. في حين تُثير الصفقة جدلًا واسعًا، فإنها تعكس أيضًا جهود إدارة بايدن لتحقيق توازن بين التزاماتها الإنسانية وسياستها الأمنية.
يبقى السؤال الأهم: هل ستُسهم هذه الصفقة في تعزيز الاستقرار الإقليمي، أم أنها ستفتح الباب أمام مزيد من التوترات؟.