حقيقة استقالة عبد الحميد الدبيبة: غضب شعبي ومظاهرات في طرابلس

شهدت العاصمة الليبية طرابلس مظاهرات حاشدة تطالب باستقالة رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، في أعقاب أزمة دبلوماسية وسياسية كبيرة تفجرت بسبب لقاء وزيرة الخارجية المقالة نجلاء المنقوش مع وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين في إيطاليا. هذه الأزمة أثارت جدلاً واسعاً في الشارع الليبي، وسط اتهامات للحكومة بالسير نحو التطبيع مع إسرائيل.

تفاصيل الأزمة: مظاهرات ومطالبات باستقالة الدبيبة

رفع المتظاهرون شعارات غاضبة مثل «دبيبة يا دبيبة خلي الشعب وسيبه»، معبرين عن رفضهم للسياسات التي تتبعها الحكومة الحالية، خاصة فيما يتعلق بما اعتبر خطوة نحو التطبيع مع إسرائيل.

الأزمة بدأت عندما كشفت المنقوش عن تفاصيل لقائها مع كوهين، وأكدت أن الاجتماع تم بتنسيق مسبق بين حكومة الوحدة الوطنية والحكومة الإسرائيلية. هذا اللقاء أثار غضب الشارع الليبي، الذي يرى أن أي تحرك نحو التطبيع يتعارض مع المواقف التاريخية لليبيا الداعمة للقضية الفلسطينية.

دور نجلاء المنقوش: تبريرات ومواقف

في مقابلة إعلامية عبر منصة 360 التابعة لقناة الجزيرة، أوضحت المنقوش أن لقاءها مع كوهين كان سريًا وتم بناءً على توجيهات الحكومة الليبية. وأبرزت النقاط التي تم تناولها في الاجتماع:

  • إيصال موقف الشعب الليبي الرافض للتطبيع.
  • مناقشة ملفات أمنية واستراتيجية تتعلق باستقرار ليبيا.

المنقوش أكدت أنها لم تكن صاحبة قرار ترتيب اللقاء، وأنها طالبت الحكومة بإصدار بيان توضيحي بعد تسرب الخبر، لكن لم يتم الاستجابة لطلبها. كما أشارت إلى أنها غادرت ليبيا بطلب رسمي إلى تركيا عقب اندلاع الاحتجاجات.

تداعيات الأزمة: مظاهرات ورفض شعبي واسع

بعد الكشف عن تفاصيل اللقاء، تصاعدت موجة الغضب الشعبي:

  • اندلعت احتجاجات في مختلف مدن ليبيا، خاصة طرابلس، حيث طالب المتظاهرون بإقالة حكومة الدبيبة ومحاسبة المسؤولين عن الاجتماع.
  • اعتبر الكثير من الليبيين أن اللقاء يمثل خيانة للقضية الفلسطينية والقانون الليبي الذي يجرّم التواصل مع إسرائيل.

القانون الليبي رقم 62 لعام 1957 ينص على معاقبة أي مواطن يعقد اتفاقيات مع إسرائيل بالسجن من 3 إلى 10 سنوات وغرامة تصل إلى 5 آلاف دينار.

تحركات عبد الحميد الدبيبة: ردود أفعال وتحقيقات

رداً على الأزمة، أعلن عبد الحميد الدبيبة إحالة المنقوش للتحقيق، إلا أن الأخيرة أكدت أنه لم يتم استدعاؤها رسمياً.

مراقبون رأوا أن هذه الخطوة جاءت كجزء من محاولات الدبيبة تهدئة الشارع والحفاظ على منصبه في ظل الضغوط المتزايدة عليه. البعض يعتقد أن الدبيبة يسعى للحصول على دعم دولي واعتراف إسرائيلي بحكومته، خاصة بعد إعلان مجلس النواب انتهاء ولايتها.

الموقف الشعبي والقانوني من الأزمة

رفض الشعب الليبي أي خطوات تُفسر كتحركات نحو التطبيع مع إسرائيل، مستندين إلى القانون الليبي الذي يحظر ذلك.

المراقبون أشاروا إلى أن الأزمة تعكس انقسامات سياسية عميقة في ليبيا، حيث تحاول الأطراف المتنافسة استغلال القضية لتوجيه الاتهامات وتشويه سمعة الطرف الآخر.

استقالة الدبيبة: هل تصبح واقعاً؟

مع تصاعد الاحتجاجات واستمرار المطالب الشعبية بتنحي عبد الحميد الدبيبة، يبقى السؤال حول مستقبل حكومته. في ظل الظروف الحالية، يبدو أن الضغط الشعبي والسياسي قد يفتح الباب أمام استقالته أو تغييرات جذرية في المشهد السياسي الليبي.

رنا الشامي

محررة ذات حس إبداعي، تجمع بين الخبرة في تغطية الأخبار والقدرة على جذب القراء بمقالات مشوقة ومفيدة في مختلف المجالات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى