حكم الاحتفال في ليلة السابع والعشرين من شهر رجب 2025/1446: معجزة عظيمة وأحكام شرعية

يتساءل الكثير من المسلمين عن حكم الاحتفال بليلة السابع والعشرين من شهر رجب، والتي يُعتقد أنها ليلة الإسراء والمعراج. هذه الليلة تُعتبر من المناسبات التي شاع الاحتفال بها في بعض الدول الإسلامية، حيث تُقام المآدب وتُعد الحلويات، بل ويذهب البعض إلى إقامة الطقوس الدينية، ولكن هل هناك دليل شرعي يثبت أن هذه الليلة هي ليلة الإسراء والمعراج؟ وهل الاحتفال بها جائز شرعًا؟ هذا المقال يسلط الضوء على الأحكام الشرعية المتعلقة بهذا الموضوع وفق الكتاب والسنة وآراء أهل العلم.

حكم الاحتفال في ليلة السابع والعشرين من شهر رجب

الاحتفال بليلة السابع والعشرين من شهر رجب على أنها ليلة الإسراء والمعراج يُعد من البدع المحدثة التي لم يثبت صحتها في الكتاب أو السنة. لم يُثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم أو الصحابة الكرام احتفلوا بهذه الليلة، ولم يُخصّصوا لها عبادات أو طقوسًا معينة.

أسباب عدم جواز الاحتفال:

  1. عدم ثبوت التاريخ:
    لم يُثبت بدليل قاطع أن ليلة الإسراء والمعراج كانت في السابع والعشرين من شهر رجب. العلماء اختلفوا في تحديد توقيت هذه الليلة، ولم يرد في الأحاديث النبوية الصحيحة أي نص يؤكد هذا التاريخ.
  2. الابتداع في الدين:
    الإسلام حدد عيدين للمسلمين فقط: عيد الفطر وعيد الأضحى. ما عدا ذلك من الأعياد والاحتفالات يُعتبر بدعة محدثة لا أصل لها في الدين. قال النبي صلى الله عليه وسلم:

    “من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد.” (رواه البخاري ومسلم)

  3. عدم احتفال النبي والصحابة:
    لو كان الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج مشروعًا، لكان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه أولى بالاحتفال بها. لكن لم يُنقل عنهم أي احتفال أو تخصيص عبادات لهذه المناسبة.

هل السابع والعشرون من رجب هو ليلة الإسراء والمعراج؟

اختلاف العلماء:

  • اتفق العلماء على وقوع حادثة الإسراء والمعراج، لكنها اختلفوا في توقيتها. لم يرد في القرآن الكريم أو السنة النبوية ما يُحدد تاريخ هذه الليلة.
  • يرى جمهور العلماء أن تحديد السابع والعشرين من رجب كتاريخ للإسراء والمعراج غير مؤكد، بل هو اجتهاد لبعض المؤرخين.

آراء أهل العلم:

  • أكّد علماء الشريعة مثل ابن باز وابن عثيمين وغيرهم أن تخصيص السابع والعشرين من رجب بالاحتفال أو العبادات لا أصل له في الدين.
  • موقع “إسلام ويب” أيضًا أشار إلى عدم وجود دليل يُثبت هذا التوقيت أو يُجيز تخصيص هذه الليلة بالاحتفال أو الطقوس الخاصة.

العبادات في ليلة السابع والعشرين من رجب

هل هناك عبادة خاصة بهذه الليلة؟

لا توجد عبادة خاصة بليلة السابع والعشرين من رجب. الإسلام لم يُخصص هذه الليلة بالصيام أو الصلاة أو الأدعية الخاصة. ومع ذلك، يُستحب للمسلم أن يلتزم بالعبادات اليومية المعتادة كالصلاة والدعاء وقراءة القرآن في أي وقت.

الدعاء في ليلة الإسراء والمعراج:

  • الدعاء يُعتبر من العبادات المشروعة في كل الأوقات، لكن تخصيص هذه الليلة بالدعاء أو الاعتقاد بأن لها فضلًا خاصًا لم يرد فيه دليل شرعي.

السياق التاريخي للإسراء والمعراج

الإسراء والمعراج هي معجزة إلهية حدثت للنبي محمد صلى الله عليه وسلم حيث أُسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ثم عُرج به إلى السماوات العلا.
هذه الحادثة تحمل معاني كبيرة في العقيدة الإسلامية:

  1. الإسراء: انتقال النبي من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وهو دليل على أهمية القدس في الإسلام.
  2. المعراج: صعود النبي إلى السماء وفرض الصلوات الخمس على الأمة الإسلامية، مما يؤكد مكانة الصلاة في الإسلام.

فتاوى وأحكام العلماء حول الاحتفال

فتوى اللجنة الدائمة للإفتاء:

أصدرت اللجنة الدائمة فتوى تؤكد أن الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج بدعة، حيث لا دليل على مشروعية تخصيصها بالاحتفال أو العبادة.

رأي الشيخ ابن باز:

قال الشيخ عبدالعزيز بن باز:

“ليلة الإسراء والمعراج لا يجوز تخصيصها بشيء من العبادات أو الاحتفالات؛ لأنها لم تُخصَّ بشيء في الشرع.”

رأي الشيخ ابن عثيمين:

أكد الشيخ ابن عثيمين أن الاحتفال بهذه الليلة يُعد بدعة، وأضاف:

“لو كان خيرًا لسبقنا إليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه.”

ما هو البديل المشروع؟

بدلًا من الاحتفال بليلة السابع والعشرين من رجب، يُنصح المسلمون بما يلي:

  1. التوبة إلى الله:
    الإكثار من الاستغفار والتوبة عن الذنوب.
  2. الالتزام بالعبادات اليومية:
    الحرص على أداء الصلاة في وقتها وقراءة القرآن.
  3. التذكير بمعاني الإسراء والمعراج:
    فهم الدروس المستفادة من هذه الحادثة العظيمة دون ابتداع أو زيادة.

نورا الحسن

محررة متعددة المهارات تتميز بقدرتها على التكيف مع مختلف المجالات. تقدم محتوى يجمع بين الفائدة والإثارة، ويعكس اهتمامات قراء من مختلف الخلفيات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى