بالفيديو: أحمد الشرع يمتنع عن مصافحة وزيرة الخارجية الألمانية

في مشهد أثار اهتمامًا كبيرًا على وسائل التواصل الاجتماعي، امتنع أحمد الشرع، قائد الإدارة السورية الجديدة، عن مصافحة وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، خلال زيارتها المفاجئة إلى العاصمة السورية دمشق وسبق وأن امتنع عن مصافحة النساء في مواقف سابقة.

وقد أظهر فيديو متداول لحظة لقاء الشرع بوزيرة الخارجية الألمانية ونظيرها الفرنسي جان نويل بارو، حيث تجاهل مصافحتها، ما أثار جدلًا واسعًا حول دلالات هذا التصرف وأبعاده السياسية، ولاكن سرعان ما تم تدارك الامر أن الشرع لا يصافح النساء.

في المقال التالي، سنستعرض تفاصيل زيارة بيربوك وبارو إلى سوريا، وخلفيات امتناع الشرع عن المصافحة، بالإضافة إلى تصريحات الطرفين حول المحاور التي تم تناولها خلال اللقاء، وتأثير هذه الحادثة على العلاقات الدبلوماسية بين أوروبا وسوريا.

تفاصيل لقاء الشرع مع بيربوك وبارو

فقد زارت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، برفقة نظيرها الفرنسي جان نويل بارو، العاصمة السورية دمشق في زيارة غير معلنة مسبقًا، وتضمنت الزيارة جولات ميدانية إلى مواقع حساسة، بما في ذلك سجن صيدنايا سيئ السمعة. وأظهر البث المباشر بدء اللقاء بين بيربوك والشرع، حيث امتنع الأخير عن مصافحتها بعد مصافحته للوزير الفرنسي.

تأتي زيارة بيربوك وبارو ضمن مبادرة أوروبية لدعم الجهود السياسية الجديدة في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد. هدفت الزيارة إلى بحث سبل تعزيز التعاون في المجالات الإنسانية والسياسية، بالإضافة إلى مناقشة قضايا إعادة الإعمار واللاجئين السوريين.

من أبرز محطات الزيارة كانت الجولة داخل سجن صيدنايا، الذي كان يلقب بـ”المسلخ” في عهد النظام السابق، رافق وفد وزيرة الخارجية ممثلون عن منظمة الحماية المدنية السورية “الخوذ البيضاء“، حيث تم استعراض التغيرات التي طرأت على السجن بعد سقوط النظام.

سبب امتناع أحمد الشرع عن المصافحة

والكثير بدأ في البحث عن لماذا امتنع أحمد الشرع عن مصافحة بيربوك؟، يمثل امتناع الشرع عن مصافحة وزيرة الخارجية الألمانية رسالة دبلوماسية تعكس حساسية المرحلة السياسية الراهنة والتزام الشرع بعدم مصافحة النساء .

ووفقًا لمحللين سياسيين، قد تكون هذه الخطوة إشارة إلى تحفظ الإدارة السورية الجديدة تجاه مواقف ألمانيا السابقة إزاء الثورة السورية ودعمها لسياسات الاتحاد الأوروبي بشأن اللاجئين السوريين، بينما يرا العديد أن السبب هو الخلفية الدينية للسيد أحمد الشرع وحكومته التي تحرم مصافحة النساء.

أثار الفيديو المتداول ردود أفعال واسعة النطاق، حيث اعتبر البعض أن التصرف يعبر عن “إعادة التوازن” في العلاقات الدبلوماسية بين سوريا وأوروبا، بينما رأى آخرون أن الامتناع قد يُفسر كتجاهل دبلوماسي غير مبرر بينما رجح الكثير أن الأمر هو حريه المعتقد والخلفية الدينية التي يتمتع بها الشرع.

تصريحات بيربوك بعد الزيارة

بعد انتهاء اللقاء، صرحت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك بأن “الزيارة إلى سوريا تهدف إلى فتح صفحة جديدة من التعاون السياسي”، كما دعت إلى “انسحاب القواعد الروسية من سوريا“، معتبرة أن روسيا كانت الداعم الأساسي للنظام السابق.

وأكدت أن زيارتها لسجن صيدنايا “كانت بمثابة تذكير بضرورة محاسبة المسؤولين عن الجرائم ضد الإنسانية”.

من جانبه، أشار وزير الخارجية الفرنسي إلى أن “التغيير السياسي في سوريا يجب أن يترافق مع دعم المجتمع الدولي لإعادة إعمار البلاد”، مؤكدًا استعداد فرنسا لتقديم الدعم اللازم للمرحلة الانتقالية.

العلاقات الأوروبية السورية

زيارة بيربوك وبارو لسوريا تعد الأولى من نوعها منذ الإطاحة بنظام الأسد، ما يعكس تحولًا كبيرًا في الموقف الأوروبي تجاه سوريا. ومع ذلك، فإن الحادثة التي شهدها اللقاء قد تلقي بظلالها على تطور العلاقات بين الطرفين.

من المتوقع أن تُبنى العلاقات المستقبلية على أسس جديدة، ترتكز على الدعم الإنساني وإعادة الإعمار، مع التركيز على تعزيز حقوق الإنسان وضمان محاسبة المتورطين في انتهاكات النظام السابق.

ألمانيا، باعتبارها واحدة من أكبر المانحين الدوليين، تلعب دورًا محوريًا في إعادة إعمار سوريا، وتأتي زيارة بيربوك كجزء من الجهود الأوروبية لضمان استقرار سوريا وتعزيز الديمقراطية في المنطقة.

الإدارة السورية الجديدة، بقيادة أحمد الشرع، تسعى لتعزيز سيادتها واستقلالها، وهو ما انعكس في المواقف الدبلوماسية الأخيرة، بما في ذلك امتناع الشرع عن المصافحة.

سمر أحمد

صحفية شغوفة بالكتابة عن قضايا المرأة والمجتمع. تتميز بتحليلاتها العميقة وتغطياتها للأحداث المحلية والدولية. تعمل سمر على تسليط الضوء على مواضيع متنوعة مثل الصحة والتعليم والفن والرياضة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى