ما هو حكم صلاة الرغائب أول رجب 2025؟ تفاصيل وآراء العلماء
صلاة الرغائب، التي تُقام في أول ليلة جمعة من شهر رجب، أصبحت من الممارسات الشائعة بين المسلمين في بعض المجتمعات. ومع اقتراب أول جمعة من شهر رجب 2025، يتساءل الكثيرون عن حكم هذه الصلاة ومدى مشروعيتها في الإسلام. في هذا المقال، نسلط الضوء على حكم صلاة الرغائب، ووقتها، وتاريخ ظهورها، بالإضافة إلى آراء العلماء من أهل السنة والجماعة حولها.
ما هي صلاة الرغائب؟
صلاة الرغائب هي صلاة تتألف من 12 ركعة، ويُزعم أنها تُصلى بين المغرب والعشاء في أول ليلة جمعة من شهر رجب. ظهرت هذه الصلاة لأول مرة في القرن الخامس الهجري، تحديدًا حوالي عام 480 هـ، ولم يكن لها وجود قبل هذا التاريخ. انتشرت عبر روايات ضعيفة أو مكذوبة، وأصبحت تُعرف بها ليلة الجمعة الأولى من شهر رجب، خاصةً في بعض كتب الطوائف الشيعية.
يُشار إلى أن اسم “الرغائب” جاء من الاعتقاد بأنها ليلة مباركة تحقق فيها الرغبات وتستجاب الدعوات، وهو أمر لم يثبت بنصوص شرعية صحيحة.
حكم صلاة الرغائب أول رجب
صلاة الرغائب بدعة من البدع المحدثة في الدين الإسلامي. لم ترد أي أحاديث صحيحة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- تؤكد مشروعيتها، ولم يعرفها الصحابة الكرام أو التابعون. ظهرت هذه الصلاة بعد القرون الثلاثة الأولى من الإسلام، التي تُعد خير القرون، مما يدل على عدم شرعيتها.
أقوال العلماء:
- الإمام النووي:
- قال: “صلاة الرغائب بدعة منكرة، وهي من البدع التي هي ضلالة وجهالة، قاتل الله واضعها ومخترعها.”
- ابن حجر الهيثمي:
- وصفها بأنها “بدعة قبيحة مذمومة” وأكد أن حديثها موضوع وغير صحيح.
- ابن تيمية:
- قال: “إنشاء صلاة بعدد مقدر وقراءة مقدرة في وقت معين كهذه الصلاة غير مشروع باتفاق أئمة الإسلام.”
وقت صلاة الرغائب
يُحدد وقت صلاة الرغائب بـ الوقت بين صلاة المغرب والعشاء في أول ليلة جمعة من شهر رجب. على سبيل المثال، في عام 2025، سيكون موعدها ليلة 2 يناير 2025. ومع ذلك، فإن تخصيص هذا الوقت بعبادة مثل صلاة الرغائب يُعد من البدع التي نهى الإسلام عنها.
هل صلاة الرغائب بدعة؟
نعم، صلاة الرغائب بدعة. لم تُشرع من قِبل النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا الصحابة، ولم تُمارس في القرون الأولى للإسلام. البدعة تعني الإضافة إلى الدين ما ليس فيه، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-:
“من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد.” (رواه البخاري ومسلم).
أدلة العلماء:
- أبو الفرج الجوزي:
- أشار إلى أن هذه الصلاة مكذوبة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولم ينقلها الصحابة أو التابعون.
- الإمام النووي:
- قال: “لا يُغتر بذكر صلاة الرغائب في بعض الكتب، فهي غير صحيحة وباطلة.”
- الإمام ابن تيمية:
- أكد أن تخصيص هذه الصلاة يفتح باب البدع، مما يغير شريعة الإسلام.
الأعمال الموصى بها في شهر رجب
رغم أن صلاة الرغائب بدعة، إلا أن شهر رجب كأحد الأشهر الحُرم يُستحب فيه الإكثار من الطاعات. من الأعمال المشروعة في هذا الشهر:
- الذكر والاستغفار:
- الإكثار من قول: “أستغفر الله وأتوب إليه.”
- الصيام التطوعي:
- صيام أيام الاثنين والخميس، أو الأيام البيض (13، 14، 15 من الشهر الهجري).
- الصدقة:
- الإنفاق على الفقراء والمحتاجين.
- قراءة القرآن الكريم:
- تخصيص وقت يومي لتلاوة القرآن.
- الدعاء:
- التضرع إلى الله والإكثار من الأدعية العامة.
نصائح لتجنب البدع في شهر رجب
- التمسك بالنصوص الشرعية الصحيحة:
- لا يُعبد الله إلا بما شرع، والابتعاد عن الممارسات التي لم يثبتها القرآن أو السنة.
- التأكد من صحة الأحاديث:
- العديد من الأحاديث المتعلقة بصلاة الرغائب مكذوبة.
- اتباع السنة النبوية:
- التركيز على العبادات المشروعة مثل الصلاة المفروضة، والذكر، والصيام.
خلاصة القولصلاة الرغائب أول رجب 2025 ليست عبادة مشروعة في الإسلام، بل هي من البدع المحدثة التي يجب تجنبها. على المسلم أن يتمسك بما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- من عبادات مشروعة، ويتجنب الابتداع في الدين، امتثالًا لقوله -صلى الله عليه وسلم-:
“من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد.” (رواه مسلم).