متى موعد ليلة الرغائب في شهر رجب 2025/1446؟: الطاعات المستحبة وتجنب البدع
ليلة الرغائب من الليالي التي يثار حولها الجدل كل عام بالتزامن مع دخول شهر رجب، حيث يقوم البعض بتخصيصها بعبادات وأعمال تُنسب زورًا إلى السنة النبوية، مما يجعل التوعية بشأنها ضرورة لتفادي الوقوع في البدع. فما هي حقيقة ليلة الرغائب؟ وما موقف الشرع منها؟ هذا المقال يتناول بالتفصيل موعد ليلة الرغائب في شهر رجب 2025/1446، ومعناها، وما يصاحبها من أعمال بدعية.
موعد ليلة الرغائب في شهر رجب 2025/1446
توافق ليلة الرغائب أول ليلة جمعة من شهر رجب. في عام 2025/1446، يكون موعدها ليلة الخميس الموافق 2 يناير 2025 بعد غروب الشمس. وتستمر حتى فجر يوم الجمعة 3 يناير 2025. يشاع أن هذه الليلة تحمل فضلًا خاصًا، وهو ادعاء لم يثبت بنصوص صحيحة في القرآن الكريم أو السنة النبوية.
معنى ليلة الرغائب
- مصطلح الرغائب يشير إلى “الرغبات” أو “الرجاء”، وقد أطلق المبتدعون هذا الاسم على الليلة بزعم أنها ليلة لتحقيق الأمنيات واستجابة الدعوات.
- لم يكن لهذا المصطلح وجود في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- أو الصحابة الكرام، بل ظهر بعد القرن الرابع الهجري على يد بعض الجماعات التي أضافت أمورًا لم ينزل بها وحي.
حقيقة صلاة الرغائب
صلاة الرغائب هي صلاة تتضمن 12 ركعة، يُقال إنها تُؤدى بين المغرب والعشاء في ليلة الرغائب، وتسبقها صيام يوم الخميس. وقد استند المروجون لها إلى أحاديث موضوعة مثل:
“لا تغفلوا عن أول ليلة جمعة من رجب، فإنها ليلة تسميها الملائكة ليلة الرغائب.”
هذا الحديث مكذوب، وقد أجمعت الأمة على عدم مشروعية هذه الصلاة، ومن أقوال العلماء:
- قال الإمام النووي: “صلاة الرغائب بدعة منكرة.”
- وقال ابن الجوزي: “هي من الأكاذيب الموضوعة على رسول الله.”
الأعمال البدعية المرتبطة بليلة الرغائب
1. الصيام المخصوص
يعتقد البعض أن صيام الخميس السابق لليلة الرغائب عبادة ذات فضل خاص، وهو اعتقاد لا أصل له.
2. الصلاة بين المغرب والعشاء
تخصيص الليلة بصلاة معينة وذكر محدد، مع زعم مغفرة جميع الذنوب بسببها، هو من البدع.
3. الاعتقاد في أجر غير مشروع
يشاع أن من أدى هذه الصلاة شُفِّع في سبعمائة من أهله المستحقين للنار، وهو قول باطل.
4. الاحتفالات والطقوس الخاصة
يقوم البعض بإحياء هذه الليلة بالاحتفالات والدعوات الجماعية، وكل ذلك لا دليل عليه في السنة.
الموقف الشرعي من ليلة الرغائب
الإسلام قائم على نصوص الوحيين (القرآن والسنة)، ولا يُعبد الله إلا بما شرع. لذلك فإن تخصيص ليلة الرغائب بأعمال معينة يعد من البدع التي نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عنها بقوله:
“من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد.” (رواه البخاري ومسلم).
لا يوجد حديث صحيح يثبت أي فضل خاص لهذه الليلة، ولم يخصصها الصحابة أو التابعون بعبادة معينة.
الأعمال المشروعة في شهر رجب
رغم عدم وجود خصوصية لليلة الرغائب، إلا أن شهر رجب كأحد الأشهر الحُرم يُستحب فيه الإكثار من الطاعات والعبادات مثل:
- الذكر والاستغفار: الإكثار من قول: “أستغفر الله وأتوب إليه.”
- الصيام التطوعي: صيام الاثنين والخميس أو الأيام البيض (13، 14، 15 من كل شهر هجري).
- التوبة النصوح: العودة إلى الله، والندم على الذنوب، والإقلاع عنها.
- الصدقة: الإنفاق في سبيل الله ومساعدة المحتاجين.
- قراءة القرآن الكريم: تخصيص وقت يومي لتلاوته.
نصائح لتجنب البدع في شهر رجب
- التمسك بالنصوص الشرعية الصحيحة: لا تأخذ الأحكام الشرعية إلا من القرآن والسنة.
- التأكد من صحة الأحاديث: الكثير من الأحاديث المتعلقة بليلة الرغائب مكذوبة أو ضعيفة.
- الابتعاد عن التقليد الأعمى: لا تنساق وراء ممارسات لا أصل لها في الدين.
- استغلال الشهر في الطاعات العامة: مثل الصلاة والصيام والذكر دون تخصيص.
خلاصة القول
ليلة الرغائب في شهر رجب 2025/1446 هي ليلة لا أصل لها في الشريعة الإسلامية، وكل ما يُنسب إليها من فضل أو عبادات هو من البدع المحدثة. المسلم مطالب بتجنب هذه الممارسات والتمسك بالسنة الصحيحة التي وردت عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.