ما حكم صلاة ركعتين في شهر رجب 2025/1446؟: بين المشروعية والابتداع
مع قدوم شهر رجب، يتساءل كثيرون عن العبادات التي يمكن القيام بها، ومنها صلاة ركعتين في هذا الشهر الفضيل. يُعد رجب من الأشهر الحرم التي خصّها الله بفضل كبير، ويدعو المسلمون لاستثماره في الطاعات. لكن يبقى السؤال: ما هو حكم صلاة ركعتين في شهر رجب؟ وهل لهذه الصلاة أصل شرعي أم أنها من البدع؟ في هذا المقال، نستعرض الأحكام المتعلقة بهذا الموضوع من منظور الإسلام الصحيح.
حكم صلاة ركعتين في شهر رجب
لم يثبت في السنة النبوية الصحيحة ما يدل على تخصيص شهر رجب بعبادات أو صلوات معينة. ولم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أو صحابته الكرام أي دليل يشير إلى صلاة ركعتين مخصوصتين في هذا الشهر. شهر رجب من الأشهر الحرم التي تعظم فيها الحسنات، وتكثر فيها الطاعات بشكل عام، لكن تخصيص صلاة معينة فيه دون دليل يعد من البدع.
الأدلة الشرعية
- قال الله تعالى:
“إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ” (التوبة: 36).
لم يرد في الآية تخصيص عبادات معينة في هذه الأشهر، لكنها تدعو لتعظيمها وتجنب المعاصي. - قال الإمام النووي رحمه الله:
“الصلاة المعروفة بصلاة الرغائب، وهي اثنتا عشرة ركعة تصلى بين المغرب والعشاء ليلة أول جمعة من رجب، بدعة ومنكر قبيح.”
خلاصة الحكم
صلاة ركعتين في شهر رجب كصلاة نفل عامة جائزة ومستحبة، لكن تخصيصها بنية خاصة بشهر رجب لم يرد فيه دليل شرعي، ويعد من البدع.
ما حكم صلاة ركعتين في شهر رجب عند الشيعة؟
تتفاوت الأحكام بين المذاهب الإسلامية فيما يتعلق بتخصيص العبادات. عند الشيعة، يُقال إن صلاة ركعتين في شهر رجب تعد من الأعمال المستحبة، ويستدلون بروايات عن فضلها، حيث وردت أحاديث تنص على أجر عظيم لمن يصلي ركعتين كل ليلة من شهر رجب. هذه الروايات ليست معتمدة في أهل السنة والجماعة، حيث تُعد الأحاديث الواردة في هذا السياق موضوعة أو ضعيفة.
الطريقة التي يتم بها أداء الركعتين عند الشيعة
- قراءة سورة الفاتحة مرة في كل ركعة.
- تكرار سورة “قل يا أيها الكافرون” ثلاث مرات، و”قل هو الله أحد” مرة واحدة.
- ترديد أذكار ودعوات مخصوصة بعد الصلاة.
منظور أهل السنة والجماعة
رغم أهمية التنوع في العبادات، فإن تخصيص صلاة في رجب دون دليل يعد من الابتداع في الدين. وينبغي التقيد بالعبادات الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
حكم صلاة الرغائب في أول جمعة من شهر رجب
صلاة الرغائب هي صلاة بدعية تُصلّى ليلة الجمعة الأولى من شهر رجب، وهي مكونة من 12 ركعة بين صلاتي المغرب والعشاء. وقد حذر العلماء من أدائها، لأنها لم ترد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن الصحابة الكرام.
رأي العلماء في صلاة الرغائب
- الإمام النووي:
قال إنها بدعة ولا أصل لها، وأكد أنها مما اخترعه الناس دون دليل شرعي. - فتاوى إسلام ويب:
جاء في الفتاوى أن صلاة الرغائب لا أصل لها، وهي من البدع التي أدخلها بعض الجهال، ولا يجوز أداؤها.
لماذا تُعد صلاة الرغائب بدعة؟
- لأنها لم تثبت في السنة النبوية الصحيحة.
- لا يوجد أي أثر عن الصحابة أو التابعين يشير إلى أدائها.
- الحديث الوارد فيها موضوع وغير صحيح.
أعمال مستحبة في شهر رجب دون تخصيص
بدلًا من القيام بأعمال مبتدعة، يمكن للمسلمين استثمار شهر رجب بأعمال مشروعة مستمدة من الكتاب والسنة:
- الصيام التطوعي:
- يُستحب صيام أيام من شهر رجب كصيام الاثنين والخميس، أو الأيام البيض (13، 14، 15).
- الإكثار من الذكر والاستغفار:
- قول: “أستغفر الله وأتوب إليه” باستمرار.
- قراءة القرآن:
- تخصيص وقت يومي لتلاوة القرآن وتدبر معانيه.
- الصدقة:
- إعطاء الصدقات للفقراء والمحتاجين، فهي من أعظم القربات إلى الله.
- التوبة النصوح:
- شهر رجب فرصة عظيمة للعودة إلى الله بالتوبة من الذنوب.
أجمل العبارات بمناسبة شهر رجب
- “اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان.”
- “كل عام وأنتم بخير بمناسبة حلول شهر رجب، أعاده الله علينا وعليكم بالخير والبركات.”
- “شهر رجب محطة للتوبة والقرب من الله، فلنغتنمها بالطاعات والعبادات.”
الختام
شهر رجب يُعد من أفضل الشهور للتقرب إلى الله عز وجل بالطاعات، لكنه لا يُخصص بعبادات معينة لم يرد فيها دليل شرعي. صلاة ركعتين كنافلة جائزة ومحببة في كل وقت، لكن تخصيصها بمناسبة رجب يُعد من البدع التي يجب اجتنابها. علينا أن نلتزم بالسنة النبوية ونتجنب الابتداع في الدين. استثمروا شهر رجب في الطاعات المشروعة واغتنموه كفرصة للتهيئة لشهر رمضان المبارك.
