حقيقة اعتقال أحمد حسون الملقب بـ”مفتي البراميل” في سوريا
في ظل الأحداث المتسارعة بعد سقوط نظام بشار الأسد، تصدرت أخبار عن إعتقال أحمد بدر الدين حسون، المعروف بـ”مفتي البراميل” على منصات الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، حسون، الذي شغل منصب مفتي الجمهورية منذ عام 2005 وحتى إلغاء المنصب في 2021، اشتهر بدعمه لسياسات النظام القمعية، وتبريره للجرائم التي ارتُكبت بحق الشعب السوري، مما جعله هدفًا للانتقادات والمطالبات بالمحاسبة.
في هذا المقال، سنتعرف على تفاصيل حياته، دوره خلال فترة حكم الأسد، حقيقة اعتقال مفتي سوريا السابق أحمد بدر الدين حسون، كما سنسلط الضوء على ردود الفعل المحلية والدولية تجاه ما يُنسب إليه من تهم وجرائم.
من هو أحمد بدر الدين حسون؟
وُلد أحمد بدر الدين حسون في حلب عام 1949، في عائلة متدينة، حصل على إجازة في الأدب العربي ودكتوراه في الفقه الشافعي من جامعة الأزهر في مصر.
عُين أحمد حسون مفتيًا لحلب في عام 2002، أصبح مفتيًا عامًا للجمهورية العربية السورية بمرسوم من بشار الأسد عام 2005.
كان حسون حليفًا وثيقًا للنظام السوري، وعُرف بتأييده الصريح لسياسات الأسد القمعية. لُقب بـ”مفتي البراميل” لدعمه استخدام النظام للبراميل المتفجرة ضد المناطق التي شهدت احتجاجات معارضة، بما في ذلك مدينته حلب.
استغل أحمد حسون منصبه لتبرير قصف المدن السورية واستهداف المعارضة، ربطته علاقات وثيقة بأجهزة الأمن السورية، وكان يُبلغ عن العلماء والناشطين، مما أدى إلى اعتقال أكثر من 223 عالمًا وفق تقارير حقوقية.
حقيقة اعتقال أحمد حسون: ماذا نعرف حتى الآن؟
تداولت وسائل الإعلام وصفحات سورية أنباءً عن اعتقال أحمد حسون في العاصمة دمشق وفقًا للتقارير، كان حسون مختبئًا في شقة بدمشق، ويسعى للحصول على جواز سفر جديد للهروب من البلاد.
ولم تصدر تأكيدات رسمية من الحكومة السورية الانتقالية حول اعتقاله حتى الآن.
ورغم النفي فقد عبّر الكثير من السوريين عن فرحتهم بمحاسبة حسون، مطالبين بتقديمه للعدالة لما يعتبرونه دورًا بارزًا في شرعنة القتل والقمع وكتب الإعلامي فيصل القاسم عبر تويتر:
“ما العقوبة المستحقة لمفتي القتل؟ الإعدام رميًا بالرصاص أم شنقًا؟”.
وذكرت تقارير أن حسون يسعى للهروب من سوريا، وهو ما يزيد التكهنات حول دوره في تسريب معلومات حساسة أو تورطه في قضايا أمنية.
أحمد حسون من داعية ديني إلى “مفتي البراميل”
عُرف حسون بهذا اللقب لدعمه الصريح لاستخدام البراميل المتفجرة التي دمرت المدن السورية وقتلت الآلاف من المدنيين، وقد دعا قوات النظام السابق إلى تدمير مناطق المعارضة بشكل علني، بما في ذلك مدينته حلب.
وقد استخدم خطبه ومنابره الدينية لتبرير أفعال النظام، واصفًا المعارضة بـ”الإرهاب”، وكان جزءًا من حملة النظام لتجنيد المقاتلين، سواء عبر وسائل إعلامه أو منابر الجوامع.
بعد سقوط نظام الأسد وهروب الأخير إلى روسيا، بدأ حسون بتغيير لهجته، محاولًا كسب ود الإدارة الجديدة من خلال تمجيد الثورة السورية، وهي خطوة قوبلت بسخط واسع من الشعب السوري.
يُنظر إلى اعتقال شخصيات بارزة مثل حسون كجزء من الجهود المبذولة لإعادة بناء الثقة بين الشعب السوري والقيادة الانتقالية.
ما مصير أحمد بدر الدين حسون؟
بينما لم تؤكد الحكومة السورية الانتقالية رسميًا اعتقال أحمد حسون، تظل هذه الأنباء محط اهتمام واسع في سوريا وخارجها، يُنظر إلى محاسبته على أنها خطوة ضرورية لتحقيق العدالة وإنصاف الضحايا الذين عانوا من سياسات النظام التي كان حسون أحد أعمدتها الأساسية.
تظل التساؤلات حول مصير حسون مفتوحة، لكن الأكيد أن الشعب السوري يطالب بمحاسبته على الجرائم التي ارتُكبت باسمه، في خطوة نحو بناء سوريا جديدة قائمة على العدل والمساواة.