من هي أنيسة مخلوف؟ والدة بشار الأسد وصاحبة النفوذ الخفي
في خضم الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا، برزت أسماء عديدة ضمن عائلة الأسد التي حكمت البلاد لعقود. من بين هذه الشخصيات، لعبت أنيسة مخلوف، والدة بشار الأسد وزوجة الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، دورًا محوريًا في تشكيل ملامح السلطة داخل العائلة والنظام السوري.
رغم محاولتها البقاء خلف الكواليس، إلا أن نفوذها وتأثيرها كانا واضحين. فمن هي أنيسة مخلوف؟ وما الدور الذي لعبته في تاريخ سوريا؟
من هي أنيسة مخلوف ؟
ولدت أنيسة مخلوف في عام 1930 في محافظة اللاذقية السورية، لعائلة مخلوف، إحدى العائلات ذات النفوذ الكبير في المنطقة، تنتمي أنيسة مخلوف لعائلة مخلوف التي اشتهرت بنفوذها الاقتصادي والسياسي. كان شقيقها محمد مخلوف شخصية بارزة في الاقتصاد السوري، حيث شغل مناصب رفيعة وكان له دور كبير في إدارة أموال العائلة والنظام.
رغم قلة التفاصيل عن تعليمها، إلا أن أنيسة مخلوف نشأت في بيئة عائلية ذات توجهات سياسية مختلفة عن زوجها المستقبلي، حيث كانت عائلتها من أنصار الحزب السوري القومي الاجتماعي.
زواجها من حافظ الأسد
في عام 1957، تزوجت أنيسة مخلوف من حافظ الأسد، الذي كان آنذاك ضابطًا شابًا في الجيش السوري وعضوًا في حزب البعث زواج رغم المعارضة فقد واجه الزواج اعتراضات من عائلتها بسبب اختلاف التوجهات السياسية، إلا أن زواجها شكّل تحالفًا قويًا عزز مكانة حافظ الأسد السياسية، أم لأبناء ذوي نفوذ فقد أنجبت خمسة أبناء وهم:
- باسل الأسد: الوريث السياسي الذي توفي في حادث سيارة عام 1994.
- بشار الأسد: الذي أصبح رئيس سوريا عام 2000 وقد تم الإطاحة به وهرب من سوريا الى روسيا في ليل 7-8 ديسمبر 2024.
- ماهر الأسد: القائد العسكري وصاحب النفوذ القوي داخل النظام والهارب حتى الأن ولا يعلم مكان تواجدة.
- بشرى الأسد: التي لعبت دورًا استشاريًا للعائلة.
- مجد الأسد: الابن الأقل ظهورًا، وتوفي في سن مبكرة.
دورها كسيدة أولى
منذ أن أصبح حافظ الأسد رئيسًا لسوريا عام 1971، شغلت أنيسة مخلوف منصب السيدة الأولى عُرفت بابتعادها عن الأضواء مقارنة بزوجات رؤساء آخرين، لكنها لعبت دورًا مؤثرًا خلف الكواليس ، وصفتها تقارير بأنها “شخصية هائلة” داخل النظام، حيث كانت تقدم المشورة السياسية لزوجها وأبنائها، خاصة في الشؤون العائلية والسياسية.
مع اندلاع الثورة السورية عام 2011، عادت أنيسة مخلوف لتكون مؤثرة في قرارات النظام ، ويُقال إنها شجعت أبنها بشار الأسد على استخدام القوة في قمع الاحتجاجات، مما ساهم في تصعيد الصراع وتحوله إلى حرب أهلية مدمرة.
بسبب دعمها للنظام، فرض الاتحاد الأوروبي عليها عقوبات شملت تجميد أصولها ومنعها من السفر.
وفاة أنيسة مخلوف
توفيت أنيسة مخلوف في 6 فبراير 2016 في دمشق، عن عمر ناهز 86 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض، على الرغم من أنها ظلت بعيدة عن الأضواء في سنواتها الأخيرة، إلا أن إرثها ظل حاضرًا، خاصة في إدارة العائلة للحكم.
رغم وفاتها، ما زال اسم أنيسة مخلوف حاضرًا في الحديث عن عائلة الأسد فقد ساهمت بشكل كبير في تعزيز وحدة العائلة ونفوذها داخل النظام السوري ، تظل عائلة مخلوف إحدى أهم ركائز الاقتصاد السوري، حيث يدير أفرادها العديد من الشركات والمؤسسات الكبرى.
أنيسة مخلوف لم تكن مجرد زوجة رئيس أو والدة رئيس آخر، بل كانت شخصية محورية في كواليس السلطة السورية. لعبت دورًا أساسيًا في تشكيل مسار عائلة الأسد وتحكمها بالسلطة لعقود. ورغم محاولتها الابتعاد عن الأضواء، إلا أن تأثيرها ظل ملموسًا في القرارات المصيرية التي اتخذتها العائلة.