والد أسامة البطاينة يكشف معاناة ابنه والعائلة خلال سنوات الاعتقال الطويلة
في واحدة من أكثر القصص الإنسانية المؤثرة، كشف بشير البطاينة، والد المواطن الأردني أسامة البطاينة، تفاصيل صادمة حول اعتقال ابنه الذي اختفى في سوريا قبل 38 عامًا. القصة التي بدأت برحلة سياحية إلى سوريا انتهت بمعاناة عائلية طويلة وعودة مؤثرة لأسامة بعد سنوات من الانقطاع.
اعتقال أسامة البطاينة في عمر الشباب
أوضح بشير البطاينة أن ابنه أسامة، الذي كان حينها طالبًا في المرحلة الثانوية (التوجيهي)، سافر في 10 سبتمبر 1986 إلى سوريا في رحلة سياحية فردية. لم يكن أحد يتوقع أن تتحول هذه الرحلة إلى بداية كابوس طويل لعائلة البطاينة.
لم تمضِ أيام على سفره حتى انقطعت أخباره تمامًا، ولم تتمكن العائلة من الوصول إلى أي معلومات عن مكانه أو سبب اعتقاله. على مدار السنوات، باع الوالد وأفراد الأسرة جميع ممتلكاتهم في سبيل البحث عن أي خيط يقودهم إلى مصير أسامة، لكن محاولاتهم باءت بالفشل وسط صمت مطبق من السلطات السورية.
لحظة لقاء والد أسامة البطاينة بـ إبنة المؤثرة
بعد عقود من الانتظار، تم الإفراج عن أسامة البطاينة من السجون السورية في 10 ديسمبر 2024، ليعود إلى وطنه الأردن. وصف بشير البطاينة لحظة اللقاء بأنها واحدة من أكثر اللحظات تأثيرًا في حياته.
حيث أمسك أسامة بيد والده وقبّلها فور عودته، وكانت هذه اللحظة مليئة بالعواطف التي اختلطت بين الفرح والحزن، إذ عاد الابن لكنه عاد فاقدًا للذاكرة وغير قادر على النطق.
معاناة عائلة البطاينة
سلط بشير البطاينة الضوء على المعاناة التي عاشتها الأسرة طوال السنوات الماضية. منذ لحظة اختفاء أسامة، كانت العائلة تعيش في حالة من القلق الدائم، تنتقل بين الأمل واليأس، وتبحث بلا كلل عن أي دليل أو خبر. بيع الممتلكات كان ثمنًا دفعته الأسرة مقابل البحث، لكن دون جدوى.
وزارة الخارجية الأردنية تكشف التفاصيل
أعلنت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية أنها تواصلت مع الجانب السوري بعد تصاعد الاهتمام الشعبي بقضية أسامة البطاينة. وأوضح المتحدث الرسمي باسم الوزارة، السفير سفيان القضاة، أن الجهود الدبلوماسية أثمرت في النهاية عن الإفراج عن أسامة.
وأكد القضاة أن البطاينة كان محتجزًا في سجون النظام السوري منذ عام 1986، دون توجيه أي تهمة رسمية له. عودته إلى الأردن تمثل انتصارًا للجهود الإنسانية والدبلوماسية التي بذلتها الحكومة الأردنية لاستعادته.
وضع أسامة البطاينة الصحي
رغم عودته إلى وطنه، فإن الحالة الصحية والنفسية لأسامة البطاينة مأساوية. بحسب والده، فإن أسامة عاد فاقدًا للذاكرة وغير قادر على التحدث، مما يشير إلى حجم المعاناة التي تعرض لها خلال سنوات سجنه الطويلة.
يُعتقد أن أسامة البطاينة قضى معظم سنوات اعتقاله في سجن صيدنايا، المعروف بأنه واحد من أسوأ السجون في العالم. يتميز هذا السجن بتاريخه المليء بالانتهاكات المروعة، حيث يتعرض السجناء للتعذيب والإهمال الطبي وسوء المعاملة.
قصة أسامة البطاينة ليست الوحيدة في هذا السياق. فهناك مئات الأردنيين وغيرهم من الجنسيات المختلفة الذين اعتُقلوا في سوريا واختفوا لسنوات طويلة دون محاكمات أو اتهامات واضحة. في بعض الحالات، تعود العائلات لتكتشف أن أفرادها قد توفوا تحت التعذيب، بينما يعود آخرون بحالة صحية ونفسية مدمرة.
عودة أسامة إلى عائلته أعادت الأمل لكثير من العائلات التي لا تزال تنتظر عودة أبنائها المختفين. لكنها في الوقت ذاته، كشفت حجم المعاناة التي يمكن أن يتحملها الإنسان، وأهمية مواصلة الجهود الدولية والإقليمية لتسليط الضوء على الانتهاكات التي تحدث في السجون السورية.
قصة أسامة البطاينة تلخص معاناة إنسانية عميقة وغيابًا طويلًا للعدالة. إنها ليست مجرد حادثة فردية، بل هي مثال على الظلم الذي تعرض له آلاف الأشخاص. عودة أسامة إلى وطنه تفتح الباب لمزيد من المطالبات بالكشف عن مصير المفقودين، والعمل على إنهاء معاناة العائلات التي لا تزال تنتظر سماع أخبار عن أحبائها.