لماذا رفض هيثم مناع المشاركة في الحكومة السورية الجديدة؟
حقيقة تولي هيثم مناع وزارة التربية والتعليم السورية في الحكومة الجديدة
انتشرت خلال الساعات الأخيرة أنباء عن تعيين الباحث والناشط الحقوقي السوري هيثم مناع وزيرًا للتربية والتعليم في التشكيل الحكومي الجديد في سوريا، وذلك بعد سقوط نظام الأسد، وفقًا لبعض التقارير الإعلامية.
إلا أن مناع خرج عن صمته ليضع حدًا لهذه الأخبار المتداولة ويوضح الحقيقة حول موقفه من أي منصب حكومي.
تصريحات هيثم مناع حول الأنباء المتداولة
في تصريح خاص لوسائل الإعلام، نفى هيثم مناع تمامًا صحة ما أشيع حول توليه أي منصب في الحكومة الجديدة. وأكد قائلاً:
“الرجاء تصحيح المعلومة.. جرى الاتصال بي من أكثر من طرف من الشمال السوري وتركيا للمشاركة في حكومة وطنية جامعة، واعتذرت عن أي مشاركة بأي منصب.”
وأضاف الناشط الحقوقي: “الوضع في البلاد صعب ومعقد، ولا يتحمل الإشاعات والأخبار غير الصحيحة. أرجو من الجميع التحقق قبل نشر أي معلومات.”
من هو هيثم مناع؟
هيثم مناع، واسمه الأصلي هيثم يوسف ناصر العودات، هو ناشط حقوقي وباحث سوري بارز وُلد عام 1951، ويبلغ من العمر 73 عامًا. يُعد من أبرز الشخصيات المعارضة للنظام السوري، وكان له دور فعال في الدفاع عن حقوق الإنسان في سوريا وخارجها.
شغل هيثم مناع منصب المتحدث باسم اللجنة العربية لحقوق الإنسان، كما كان رئيس هيئة التنسيق الوطنية في المهجر، ويذكرأن والده المحامي يوسف ناصر العودات، كان معارضًا بارزًا، واعتُقل من قبل المخابرات السورية لمدة 18 عامًا.
رؤية مناع للأزمة السورية والحكومة الجديدة
أكد هيثم مناع أن سوريا تمر حاليًا بمرحلة دقيقة وحساسة على كافة المستويات، واصفًا الوضع الراهن بـ”الخطر والمعقد”. وأوضح أنه رفض تولي أي منصب حكومي لعدة أسباب، أبرزها:
- غياب الرؤية الواضحة للحكومة الجديدة: أشار مناع إلى أن الحكومة المزمع تشكيلها تفتقر إلى وضوح الرؤية، مما يجعل المشاركة فيها محفوفة بالمخاطر وغير مجدية في الوقت الحالي.
- اعتباره المشاركة انتحارًا سياسيًا: أكد أن الانخراط في هذه المرحلة ضمن الحكومة قد يُفسَّر على أنه مجازفة سياسية غير محسوبة، خصوصًا مع استمرار حالة عدم الاستقرار وعدم وضوح ملامح المرحلة المقبلة.
- التزامه بالمبادئ الحقوقية والوطنية: أوضح مناع أن أولويته تظل منصبة على القضايا الحقوقية والوطنية الكبرى، وليس المناصب السياسية.
ردود الأفعال على تصريحاته
أثارت تصريحات هيثم مناع جدلًا واسعًا بين السوريين على مواقع التواصل الاجتماعي. حيث أيد البعض موقفه باعتباره يعكس التزامًا بالمبادئ الوطنية ورفض الانجرار وراء حسابات سياسية ضيقة، بينما انتقده آخرون، معتبرين أن رفض المشاركة قد يُضعف الجهود الرامية إلى تشكيل حكومة وطنية جامعة.
ماذا يعني رفض مناع للمشاركة؟
يمثل موقف هيثم مناع مؤشرًا على التحديات الكبرى التي تواجه تشكيل حكومة سورية جديدة بعد سقوط نظام الأسد. فمن الواضح أن هناك انقسامًا حادًا في الرؤى بين مختلف الأطراف السورية حول كيفية إدارة المرحلة الانتقالية. كما يُبرز الموقف الحاجة إلى توافق سياسي أوسع ورؤية واضحة لتحقيق الاستقرار في البلاد.
وفي الختام، رفض هيثم مناع تولي أي منصب حكومي يأتي كخطوة تعكس موقفًا مبدئيًا تجاه الوضع الراهن في سوريا. في ظل هذه الظروف، يبدو أن التركيز يجب أن ينصب على توحيد الجهود لبناء حكومة ذات رؤية استراتيجية قادرة على قيادة البلاد في هذه المرحلة الصعبة.
ما يحتاجه السوريون الآن هو توافق وطني حقيقي يضع مصلحة الشعب فوق كل اعتبار.