حكم ليلة الرغائب عند السنة 2025/ 1446: رؤية شرعية وتوضيحات تفصيلية
ليلة الرغائب تُشير إلى أول ليلة جمعة في شهر رجب، وقد ارتبطت في بعض المذاهب الإسلامية بتخصيصها بطقوس خاصة من العبادة والصلاة. يُعتقد عند بعض الطوائف أن هذه الليلة لها مكانة روحية خاصة تُستحق فيها العبادة، إلا أن هذا الاعتقاد لم يثبت في المصادر الإسلامية الصحيحة المعتمدة عند أهل السنة والجماعة.
يرى أهل السنة والجماعة أن تخصيص ليلة الرغائب بعبادات أو صلوات لم يرد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا عن الصحابة الكرام. ونتيجة لذلك، تعتبر هذه الليلة من الأمور الخلافية التي أُثير حولها الكثير من الجدل بين الطوائف الإسلامية.
حكم ليلة الرغائب عند السنة
ليلة الرغائب وفقًا لعقيدة أهل السنة والجماعة هي ليلة مبتدعة، أي لم يرد فيها نص شرعي يثبت مكانتها أو يوصي بتخصيصها بالعبادة. لا توجد أدلة في القرآن الكريم أو السنة النبوية الشريفة تؤكد أن لهذه الليلة فضلًا خاصًا أو أعمالًا محددة.
- غياب النصوص الشرعية
لم يُروَ عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه خصص هذه الليلة بصلاة أو صيام أو ذكر معين. ولو كان لها فضل لبيَّنه النبي -صلى الله عليه وسلم- لأمته، وتبعه الصحابة من بعده. - تحذيرات العلماء
أجمع علماء أهل السنة على أن تخصيص ليلة الرغائب بالعبادات يدخل ضمن دائرة البدع. استشهدوا بقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: “من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو رد”، مما يعني أن أي عبادة لم تُشرع تعتبر مرفوضة.
صلاة الرغائب: مفهومها وحكمها عند السنة
صلاة الرغائب هي صلاة تتألف من اثنتا عشرة ركعة، تؤدى في ليلة الرغائب (ليلة الجمعة الأولى من شهر رجب). ويُزعم أن لها أجرًا عظيمًا، إلا أن هذه الممارسات لم تثبت صحتها في الشريعة الإسلامية.
- حكم صلاة الرغائب
وفقًا لعلماء السنة، فإن صلاة الرغائب بدعة حقيقية. لم تُعرف هذه الصلاة في عصر النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولا الصحابة، ولا التابعين. ظهرت لأول مرة في القرن الخامس الهجري، مما يؤكد أنها بدعة محدثة. - الأحاديث الموضوعة
الأحاديث التي تُروى عن فضل صلاة الرغائب ضعيفة أو موضوعة، ولا يجوز الاحتجاج بها. وقد نص العلماء على عدم صحة نسبتها للنبي -صلى الله عليه وسلم-.
لماذا تُعتبر ليلة الرغائب بدعة؟
- الابتداع في الدين
كل أمر ديني لم يرد فيه دليل شرعي واضح يعتبر بدعة. وأي ممارسة لم تثبت صحتها عن النبي -صلى الله عليه وسلم- تعد إضافة غير مقبولة للدين. - تاريخ البدعة
بدأت الممارسات المرتبطة بليلة الرغائب في القرن الخامس الهجري، أي بعد قرون من وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم-، مما يؤكد أن هذه الطقوس ليست من السنة النبوية. - التحذير من البدع
قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “إياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة”. وهذا يشمل أي عبادة أو ممارسة دينية لم تُذكر في السنة النبوية.
أثر الابتداع في العبادة
تخصيص عبادات أو مناسبات لم يرد فيها دليل شرعي يؤدي إلى:
- تشويه مفهوم العبادة: إذ يتم التركيز على أمور مبتدعة بدلاً من الالتزام بما ورد في السنة.
- التقليل من قيمة السنة: لأن البدع تخلق بدائل عن العبادات الصحيحة التي شرعها الله.
- إضعاف العقيدة: حيث تتسلل ممارسات لا أصل لها إلى صلب الدين.
التوجيه الصحيح في شهر رجب
شهر رجب هو أحد الأشهر الحرم التي حث الإسلام على تعظيمها. لكن تعظيم الأشهر الحرم لا يعني تخصيصها بعبادات لم يرد فيها نص شرعي.
- الأعمال المشروعة:
- الصيام: من المستحب صيام أيام الاثنين والخميس، والأيام البيض.
- الذكر: الإكثار من ذكر الله وقراءة القرآن.
- التوبة: اغتنام فرصة الأشهر الحرم للتقرب إلى الله بالتوبة والاستغفار.
- اجتناب البدع:
ينبغي على المسلم أن يلتزم بالعبادات الواردة في السنة النبوية، ويتجنب تخصيص أي يوم أو ليلة بعبادة لم ترد عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.
خاتمة
تعتبر ليلة الرغائب وصلاة الرغائب من الأمور المبتدعة التي لم يثبت لها أصل شرعي في السنة النبوية أو أقوال الصحابة. الإسلام حذر من الابتداع في الدين وشدد على الالتزام بالكتاب والسنة.