قائمة المرشحين لرئاسة سوريا بعد سقوط بشار الأسد: شخصيات مفاجئة وأخرى معروفة
من سيحكم سوريا بعد بشار الأسد؟
مع تزايد الحديث عن الأوضاع المتقلبة في سوريا وتدهور نظام الرئيس بشار الأسد، بات التساؤل الأكثر تداولًا في الأوساط السياسية والإعلامية العربية والدولية هو: من هم المرشحون الذين قد يتولى زمام الحكم في سوريا بعد سقوط بشار الأسد؟ خاصة في ظل الحرب المستمرة التي تمر بها البلاد منذ عام 2011 والتي أدت إلى تهجير الملايين من السوريين داخل وخارج بلادهم. في هذا السياق، نشرت الصحيفة التركية الشهيرة “Karar” تقريرًا يكشف عن قائمة تضم حوالي 10 شخصيات سورية من المتوقع أن يتنافسوا على رئاسة سوريا بعد انهيار النظام الحالي.
تتضمن القائمة شخصيات من مختلف الانتماءات السياسية والمناطق السورية، ما يعكس التحديات الكبيرة التي ستواجه أي حكومة سورية في مرحلة ما بعد بشار الأسد. في هذا التقرير، نستعرض أبرز الأسماء التي يتوقع أن تكون في صدارة المنافسة على رئاسة سوريا بعد سقوط النظام.
أبرز المرشحين لرئاسة سوريا بعد سقوط بشار الأسد:
1. رياض حجاب:
يتصدر رياض حجاب، رئيس الوزراء السوري الأسبق، قائمة الأسماء المطروحة لتولي الرئاسة في سوريا بعد سقوط بشار الأسد. رياض حجاب، الذي شغل منصب رئيس الوزراء في الحكومة السورية من 2011 إلى 2012، يعد من أبرز المعارضين للنظام السوري. بعد استقالته من منصبه، انضم حجاب إلى المعارضة السورية وأصبح أحد الأعضاء البارزين في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية.
حجاب يعد من الشخصيات ذات الوزن السياسي الكبير، ويمتلك خبرة طويلة في العمل السياسي داخل سوريا وخارجها. يتمتع بعلاقات جيدة مع العديد من الدول الإقليمية والدولية، خاصة مع تركيا والدول العربية، مما يجعله مرشحًا قويًا في فترة ما بعد بشار الأسد. وفي حال انهيار النظام، قد يصبح رياض حجاب أحد القادة الذين يتصدرون المشهد السوري في المرحلة الانتقالية.
2. أحمد الجولاني:
تثير أحمد الجولاني، قائد العمليات العسكرية للجماعات المسلحة السورية، الكثير من الجدل فيما يخص إمكانية ترشحه للرئاسة. الجولاني، الذي يقود تنظيم “جبهة النصرة” (التي تعرف لاحقًا باسم “هيئة تحرير الشام”)، يعد أحد أبرز الشخصيات العسكرية في الصراع السوري. على الرغم من أن الجولاني ينتمي إلى فصيل إسلامي متطرف، إلا أن تطورات المعركة في سوريا قد تجعله أحد اللاعبين الرئيسيين في المرحلة القادمة، خاصة إذا نجح في توسيع نطاق سيطرته في مناطق رئيسية في سوريا.
ويعتقد البعض أن الجولاني قد يكون أحد أبرز الشخصيات التي تروج لفكرة “التحول السياسي” في سوريا، إذ قد يسعى إلى تمثيل تيار إسلامي معتدل في المرحلة المقبلة. في حال كان الجولاني جزءًا من التسوية السياسية في سوريا، قد يُنظر إليه كأحد الخيارات التي تمثل فصيلًا عسكريًا مؤثرًا في مستقبل البلاد.
3. محمد غازي الجلالي:
محمد غازي الجلالي هو رئيس الحكومة السورية الحالي، وقد تم ترشيحه أيضًا كأحد الشخصيات الممكن أن يتنافس على الرئاسة في مرحلة ما بعد الأسد. على الرغم من كونه يعمل حاليًا ضمن النظام السوري، إلا أن هناك بعض التكهنات حول دوره المحتمل في المرحلة القادمة، خاصة إذا كان جزءًا من عملية سياسية تهدف إلى إنهاء النظام الحالي وبناء مرحلة انتقالية.
الجلالي يحظى بقبول من قبل بعض الأطراف الدولية، لكنه في الوقت نفسه يواجه انتقادات من العديد من المعارضين الذين يرون فيه جزءًا من النظام الحالي الذي قاد سوريا إلى الأزمة الراهنة.
4. هادي البحرة:
هادي البحرة هو رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية. يُعد من الشخصيات التي تتسم بالحكمة والدبلوماسية في عمله السياسي. ولد البحرة في سوريا، لكن بعد انطلاق الثورة السورية، أصبح من أبرز الوجوه المعارضة التي سعت لإيجاد حلول سلمية للصراع.
بعد أن شغل منصب رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أصبح البحرة يترأس أهم التحركات السياسية على الساحة الدولية، حيث عمل على تقديم المعارضة السورية كطرف يمكن التفاوض معه في أي تسوية سياسية.
البحرة يحظى بدعم قوي من بعض الدول العربية والغربية، وهو يُعتبر خيارًا معقولًا في حال تطور العملية السياسية وتمكن السوريون من التوصل إلى حل يضمن انتقالًا سلميًا للسلطة.
5. برهان غليون:
برهان غليون هو أكاديمي وناشط سياسي، وكان أحد الأعضاء البارزين في الائتلاف الوطني السوري. غليون كان قد شغل منصب رئيس المجلس الوطني السوري في بداية الثورة السورية، ويُعتبر من أبرز الشخصيات التي سعت للعمل على تغيير النظام السوري. وقد اعتمد على مواقف سياسية معارضة للنظام، وشدّد على ضرورة بناء سوريا جديدة تتجاوز حالة الاستبداد السياسي الذي مارسه الأسد على مدار سنوات حكمه.
غليون لديه علاقات قوية مع العديد من الدول الغربية ويمثل أحد التيارات السياسية التي تؤمن بالحوار مع النظام، بشرط تحقيق مطالب الشعب السوري. يُنظر إليه كأحد القيادات التي يمكن أن يكون لها دور محوري في أي مرحلة انتقالية لسوريا بعد سقوط الأسد.
6. أحمد معاذ الخطيب:
أحمد معاذ الخطيب هو أحد الوجوه السياسية البارزة في سوريا. خدم كأول رئيس للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بين عامي 2012 و2013، ومن ثم أصبح أحد المدافعين الأقوياء عن قضايا المعارضة السورية على الساحة الدولية. عرف عنه حرصه على إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، ويعتبر من الشخصيات التي تجمع بين الفهم الديني والسياسي.
بحكم خبرته السياسية وعلاقاته الواسعة مع دول العالم العربي والغربي، قد يكون الخطيب واحدًا من المرشحين الذين يمكنهم أخذ زمام المبادرة في مرحلة ما بعد الأسد.
7. عبد الباسط سيدا:
عبد الباسط سيدا هو سياسي سوري معروف في صفوف المعارضة، وقد شغل منصب رئيس المجلس الوطني السوري. كان سيدا من بين أولئك الذين قادوا الاحتجاجات ضد النظام السوري في بداية الأزمة. بعد فترة من العمل مع المعارضة، أصبح سيدا أحد المدافعين عن حقوق الشعب السوري على المستوى الدولي، وخصوصًا في مواجهة استخدام العنف ضد المدنيين.
سيدا يُعتبر أحد الشخصيات التي يمكن أن تكون جزءًا من الحكومة الانتقالية في سوريا في حال تحقق تحوّل سياسي. وتُعتبر شخصيته الوسطية خيارًا مناسبًا للكثير من الأطراف الدولية.
8. جورج صبرا:
جورج صبرا هو أحد الشخصيات السياسية المرموقة في المعارضة السورية. كان صبرا من بين الأعضاء المؤسسين للمجلس الوطني السوري ويمثل أحد الأطر السياسية التي دعت إلى إسقاط النظام. يُعرف عنه توجهاته السياسية المعتدلة، التي تسعى لتحقيق التغيير السلمي.
من المتوقع أن يكون صبرا أحد الشخصيات البارزة التي سيتم طرحها كمرشح للمرحلة الانتقالية في سوريا بعد سقوط الأسد، حيث يمتلك رؤية شاملة للمستقبل السوري بما يتوافق مع مطالب الشعب السوري.
9. أسعد مصطفى:
أسعد مصطفى هو وزير الزراعة السوري الأسبق والذي أعلن عن انضمامه إلى صفوف المعارضة بعد أن وقع في العديد من خلافات مع النظام السوري. يُعتبر مصطفى من الشخصيات التي تتمتع بالخبرة السياسية، ويُعتقد أنه سيكون جزءًا من المشهد السوري في المستقبل، خاصة إذا تحققت تسوية سياسية توافقية.
خاتمة:
تظل سوريا في حالة من الاضطراب الشديد بعد سنوات من الصراع والدمار، ومع سقوط بشار الأسد في النهاية، سيواجه الشعب السوري والعالم العربي والعالم أجمع تحديات كبيرة في إعادة بناء سوريا. وبالنظر إلى تنوع الشخصيات التي يتم طرحها كمرشحين للرئاسة، يبدو أن المستقبل السياسي في سوريا سيكون معقدًا ويعتمد على التوازنات الدولية والإقليمية، بالإضافة إلى تطلعات الشعب السوري نفسه.