فيديو المعارضة السورية تُسقط تمثال حافظ الأسد في حماة
تعرف على تفاصيل إسقاط تمثال حافظ الأسد في حماة وهو رمز لسقوط السيطرة على المدينة ، فقد شهدت مدينة حماة السورية يوم الجمعة، 6 ديسمبر 2024، تطورًا ملفتًا في سياق الصراع الدائر في البلاد منذ عام 2011، تمثل في إسقاط تمثال الرئيس السوري السابق حافظ الأسد، والد الرئيس الحالي بشار الأسد. الحدث جاء بعد سيطرة قوات المعارضة المسلحة على المدينة، ما أثار موجة واسعة من ردود الفعل على المستويين المحلي والدولي.
فيديو إسقاط تمثال حافظ الأسد
انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تُظهر لحظة إسقاط تمثال حافظ الأسد في ساحة حماة الرئيسية.
في الفيديو، يظهر جمع كبير من الناس يحيط بالتمثال الضخم الذي تم إسقاطه بواسطة رافعة ميكانيكية وسط هتافات مثل “الله أكبر”، بينما أطلق البعض النار في الهواء احتفالًا بالحدث. اللقطات، التي أكدت وسائل إعلام محلية ودولية صحتها، تعكس رمزية الحدث باعتباره ضربة قوية للنظام السوري وسيطرته الرمزية على المدن التي بقيت تحت قبضته لعقود.
خلفية الحدث: تقدم المعارضة المسلحة
جاءت هذه الحادثة ضمن تطورات متسارعة على الأرض السورية، حيث شنت فصائل المعارضة المسلحة هجومًا واسع النطاق تمكنت خلاله من السيطرة على عدد من المدن الكبرى، بما فيها إدلب وحلب وحماة. هذه السيطرة أظهرت قدرة المعارضة على تنفيذ هجمات مباغتة، في ظل انشغال النظام في محاولات الدفاع عن مواقعه في مناطق أخرى.
رمزية تمثال حافظ الأسد
يمثل تمثال حافظ الأسد، الذي أطيح به، رمزًا لهيمنة عائلة الأسد على سوريا لعقود. فمنذ تسلم حافظ الأسد السلطة عام 1970، بقيت عائلته في الحكم، مما جعل مثل هذه التماثيل معالم بارزة لتذكير المواطنين بالنظام القائم. إسقاط التمثال في حماة، المدينة التي شهدت واحدة من أعنف الحملات العسكرية في تاريخ سوريا الحديث عام 1982، يحمل معاني عميقة بالنسبة للسوريين، خصوصًا مع ارتباط اسم المدينة بمحطات مظلمة في تاريخ النظام.
شهادات عيان: احتفال جماهيري وتغيير في المشهد
تحدث شهود عيان عن أجواء احتفالية في ساحة التمثال بعد سقوطه، حيث تجمع سكان المدينة مع مقاتلي المعارضة تعبيرًا عن فرحتهم بالسيطرة على المدينة. تقول إحدى الشهادات:
“لقد رأينا تمثال حافظ الأسد يسقط، وشعرنا بأن عقودًا من القمع والقهر انتهت. لكن ما زلنا نعلم أن الطريق طويل لاستعادة الحرية الكاملة.”
الوضع الميداني: انسحاب الجيش السوري
رغم الدعم الكبير الذي يتلقاه النظام السوري من روسيا، شهدت الأيام الأخيرة انسحابًا لقوات الجيش السوري من عدة مدن شمالية ووسطى، ما يطرح تساؤلات حول قدرة النظام على استعادة السيطرة في ظل الهجوم المباغت. هذه التطورات تضاف إلى وضع معقد، حيث يتزامن ذلك مع الضغوط السياسية والاقتصادية التي تواجهها دمشق.
تداعيات الحدث: مستقبل سوريا في مهب الريح
إسقاط تمثال حافظ الأسد ليس مجرد حادثة رمزية، بل يعكس تغييرات جوهرية في توازن القوى على الأرض. المعارضة المسلحة تعلن عن نيتها التوجه نحو العاصمة دمشق، وهو ما يزيد من تعقيد المشهد ويضع النظام السوري في مواجهة تحديات كبيرة.
الدعم الروسي: إلى أين؟
رغم انسحاب الجيش السوري من حماة ومدن أخرى، ما زالت روسيا تدعم النظام بشكل مباشر من خلال الضربات الجوية والاستشارات العسكرية. إلا أن هذه الخسائر قد تدفع الكرملين إلى إعادة النظر في استراتيجيته بسوريا، خصوصًا مع استمرار الحرب التي لا يبدو أنها تقترب من نهايتها.
ماذا بعد؟
- تقدم المعارضة: إذا استمرت المعارضة في تحقيق مكاسب ميدانية، قد نشهد تغييرات جذرية في مسار الصراع السوري.
- النظام السوري: يبقى السؤال الأهم حول قدرة النظام على إعادة تنظيم صفوفه واستعادة زمام الأمور في ظل الضغوط الميدانية والسياسية.
- دور المجتمع الدولي: من المتوقع أن يزداد الضغط على الأطراف الدولية لإيجاد تسوية سياسية تضمن وقف الحرب واستقرار الأوضاع.
ختامًا: حادثة إسقاط تمثال حافظ الأسد في حماة تمثل لحظة فاصلة في تاريخ سوريا الحديث. ففي حين أنها تعكس رغبة بعض السوريين في التخلص من رموز النظام، إلا أنها تشير أيضًا إلى التحديات الكبيرة التي تواجه البلاد في طريقها نحو السلام والاستقرار. ومع استمرار التصعيد العسكري والتوتر السياسي، يبقى مستقبل سوريا غامضًا ومفتوحًا على جميع الاحتمالات.