أحمد حسين الشرع زعيم هيئة تحرير الشام يستخدم اسمه الحقيقي للمرة الأولى
أبو محمد الجولاني، الزعيم الفعلي لهيئة تحرير الشام، هو في الحقيقة أحمد حسين الشرع، كما أعلن عن اسمه الحقيقي لأول مرة في منشور له عبر منصة “تليغرام” في تاريخ 4 ديسمبر 2024.
هذا الإعلان جاء بالتزامن مع انتصارات ميدانية لقواته في محافظة حماة وسط سوريا. وقد أرفق منشور الجولاني بصورة له في الحفل بمناسبة سيطرة فصائله على المدينة، حيث أشار المنشور إلى اسمه الحقيقي “القائد أحمد الشرع”.
اسم أبو محمد الجولاني الحقيقي
اسم أبو محمد الجولاني الحقيقي هو أحمد حسين الشرع. وهو مولود في عام 1982، واشتهر بلقب “الجولاني” نسبة إلى هضبة الجولان السورية التي تعود أصول عائلته إليها.
طوال فترة قيادته للفصائل السورية المسلحة، اختار الجولاني أن يبقى بعيداً عن الأضواء، وتجنّب الظهور الإعلامي بشكل عام، إلى أن أصبح شخصية محورية في النزاع السوري.
الارتباط بجبهة النصرة وهيئة تحرير الشام
ارتبط اسم أبو محمد الجولاني بالجماعات المتشددة في سوريا، حيث كان أمير جبهة النصرة منذ عام 2012، وهي الجماعة التي كانت تابعة لتنظيم القاعدة. في 2016، أعلن الجولاني عن انفصال جبهة النصرة عن القاعدة، وأطلق عليها اسم “جبهة فتح الشام”، وهو تغيير تزامن مع اندماج عدد من الفصائل المسلحة.
وفي 2017، تم تشكيل “هيئة تحرير الشام” بعد مزيد من التحالفات مع فصائل إسلامية ومعارضة أخرى، وتولى الجولاني قيادتها بشكل رسمي.
إصلاح الصورة وتحقيق الأهداف العسكرية
منذ قيادته لهيئة تحرير الشام، يسعى الجولاني إلى تحسين صورة الهيئة، التي كانت مرتبطة بالإرهاب والمتطرفين، في محاولات لتقديم صورة أكثر قبولًا للمجتمع الدولي، على الرغم من استمرار العمليات العسكرية ضد القوات الحكومية السورية.
في السنوات الأخيرة، عملت الهيئة على تشكيل مؤسسات مدنية تهدف إلى إدارة المناطق التي تسيطر عليها في إدلب ومحيطها، وهو ما يعكس سعيها لتحقيق نوع من الاستقرار المحلي في المناطق التي تحتفظ بها.
الظهور الإعلامي لـ أحمد الشرع
على الرغم من قلة ظهوراته الإعلامية، فإن الجولاني ظهر في عام 2021 في مقابلة مع شبكة “بي بي سي” الأمريكية، حيث أكد خلالها أن اسمه الحقيقي هو “أحمد الشرع”. وقد تطرّق إلى مسألة ارتباطه بعائلة الجولان، مشيرًا إلى جذورهم من هضبة الجولان، التي تحتلّها إسرائيل، كجزء من تفسير لقب “الجولاني”.
التحولات العسكرية والميدانية
في الآونة الأخيرة، قاد الجولاني هجمات غير مسبوقة ضد القوات الحكومية السورية، التي فشلت في الحفاظ على السيطرة على مدينة حلب، ثاني أكبر مدينة سورية، والتي خرجت عن سيطرة النظام بعد سنوات من الحرب.
يظهر الجولاني في غالب الأحيان في ملابس مدنية خلال تجواله في المناطق التي يسيطر عليها، كما حدث في 4 ديسمبر 2024، عندما ظهر في قلعة حلب بعد معركة استعادة المدينة.
إن التصعيد العسكري الذي قاده الجولاني في الآونة الأخيرة عزز من مكانته كأحد أبرز قادة الفصائل المسلحة في سوريا، ويجعل من ظهوره في وسائل الإعلام موضع متابعة مستمرة، في وقت تحاول فيه أطراف عديدة من النزاع السوري فرض نفسها في مواجهة النظام وحلفائه.