تفجيرات مقام السيدة زينب بين 2016 و2025: ماذا تغيّر؟

أعلنت السلطات السورية مؤخرًا عن إحباط محاولة تفجير استهدفت مقام السيدة زينب، أحد أهم المواقع الدينية في محيط العاصمة دمشق، العملية التي تورط فيها أفراد من تنظيم داعش كانت تهدف إلى ضرب استقرار المنطقة وزعزعة أمنها، ما يسلط الضوء مجددًا على التحديات الأمنية التي تواجهها البلاد في ظل التوترات الإقليمية والداخلية.

في هذا المقال، نستعرض تفاصيل محاولة التفجير الأخيرة، ونعود إلى الهجمات السابقة التي طالت المنطقة في السنوات الماضية، بما في ذلك تفجيرات 2016 و2025، لنلقي الضوء على أبعادها وتأثيراتها.

تفاصيل إحباط محاولة تفجير مقام السيدة زينب بدمشق

ذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) أن جهاز الاستخبارات العامة السورية، بالتعاون مع إدارة الأمن العام في ريف دمشق، تمكن من إحباط محاولة تفجير داخل مقام السيدة زينب.

وأضافت التقارير أن القوات الأمنية ألقت القبض على أفراد الخلية الإرهابية المنتمية إلى تنظيم داعش قبل تنفيذ مخططهم. وأشارت وزارة الداخلية إلى أن أفراد الخلية كانوا يتحصنون داخل وكر في ريف دمشق، حيث تمت مداهمتهم ومصادرة أسلحة ومعدات تفجير بحوزتهم.

الأدلة المصادرة

نشرت وزارة الداخلية صورًا توضح المعدات التي تم ضبطها، والتي شملت:

  • عبوات ناسفة معدة للتفجير.
  • قنابل يدوية وأسلحة خفيفة.
  • وثائق هوية تحمل جنسيات مختلفة، من بينها وثائق لبنانية وأخرى تخص لاجئين فلسطينيين.
  • مبالغ مالية بالدولار والعملات المحلية.

هذه الأدلة تعكس مدى التخطيط الدقيق الذي اعتمدته الخلية، وتفتح الباب للتساؤل حول تورط جهات خارجية في تمويل ودعم هذه المحاولات الإرهابية.

محاولة تفجير مقام السيدة زينب 2025

تفجيرات السيدة زينب 2016

يعتبر التفجير المزدوج الذي وقع في فبراير 2016 من أبرز الهجمات التي استهدفت المنطقة. في ذلك اليوم، نفذ مسلحون من تنظيم داعش تفجيرًا انتحاريًا على بعد 400 متر فقط من الضريح، ما أسفر عن:

  • مقتل أكثر من 134 شخصًا، بينهم 90 مدنيًا على الأقل.
  • تدمير واسع في المنطقة المحيطة بالمقام.

كان الهدف من هذه التفجيرات إثارة الفتنة الطائفية وضرب التعايش بين مكونات الشعب السوري. الهجوم أثار موجة غضب واستنكار دولية، لكنه كان مجرد بداية لسلسلة هجمات استهدفت المنطقة لاحقًا.

تفجيرات 2025: سياق مختلف وتحديات جديدة

في السنوات الأخيرة، شهدت منطقة السيدة زينب استهدافات متكررة، بعضها نُسب إلى التنظيمات الإرهابية كداعش، وبعضها الآخر كان نتيجة التوترات الإقليمية، خاصة مع تصاعد النزاع بين إسرائيل وحزب الله.

تفجير 27 يوليو 2023، على سبيل المثال، الذي استهدفت دراجة نارية مفخخه تجمعًا للزوار الشيعة، أدى إلى مقتل 6 أشخاص وإصابة أكثر من 20 آخرين، هذه الهجمات تؤكد أن المنطقة لا تزال عرضة لمخططات تهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار.

أهمية منطقة السيدة زينب

تعد منطقة السيدة زينب ذات أهمية دينية وسياسية كبيرة:

  1. أهميتها الدينية: مقام السيدة زينب، الذي يعتقد أنه يضم قبر حفيدة النبي محمد (ص)، يمثل وجهة دينية مهمة للمسلمين الشيعة من مختلف أنحاء العالم.
  2. أهميتها السياسية: أصبحت المنطقة في السنوات الأخيرة رمزًا للصراع الإقليمي. مع تواجد مجموعات موالية لإيران مثل حزب الله، شكّلت المنطقة نقطة اشتعال بين الأطراف المتصارعة.

أبعاد العملية الأخيرة

إحباط هذه المحاولة يبرز الدور المستمر للأجهزة الأمنية السورية في التصدي لخطر التنظيمات الإرهابية. كما يعكس وجود خلايا نشطة لتنظيم داعش، رغم تقارير سابقة عن تراجع نشاط التنظيم في سوريا.

تمثل هذه المحاولة رسالة موجهة إلى الحكومة السورية والمجتمع الدولي حول استمرار التهديدات الإرهابية، ما يستدعي تكثيف الجهود الدولية لمحاربة الإرهاب.

استهداف مقام ديني بهذا الحجم يهدف إلى ضرب التعايش الديني وإثارة النزاعات الطائفية، مما يبرز أهمية تعزيز الوحدة الوطنية لمواجهة مثل هذه التحديات.

استراتيجيات التصدي

  1. تعزيز التعاون الأمني: بين الأجهزة الأمنية المحلية والدولية لتبادل المعلومات حول خلايا التنظيمات الإرهابية.
  2. تشديد الحماية للمواقع الدينية: بزيادة عدد نقاط التفتيش وكاميرات المراقبة في محيط المقامات الدينية.
  3. التصدي للفكر المتطرف: عبر برامج توعية تهدف إلى تعزيز قيم التعايش والسلام بين مختلف مكونات الشعب السوري.

تشير محاولة تفجير مقام السيدة زينب إلى أن خطر الإرهاب لم ينتهِ، بل تطور إلى أشكال جديدة تستغل الفوضى الإقليمية والتوترات السياسية.

رغم التحديات، تُظهر مثل هذه العمليات المحبطة أن الأجهزة الأمنية السورية لا تزال قادرة على التصدي للتهديدات، يبقى على الحكومة السورية والمجتمع الدولي العمل معًا لحماية المواقع الدينية والتصدي للإرهاب بجميع أشكاله، مع التركيز على تعزيز الحوار والتعايش بين مختلف الأطياف والمذاهب.

رنا الشامي

محررة ذات حس إبداعي، تجمع بين الخبرة في تغطية الأخبار والقدرة على جذب القراء بمقالات مشوقة ومفيدة في مختلف المجالات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى