من هو أول شهيد إماراتي: “سالم بن سهيل” قصة الفداء والتضحية
سالم بن سهيل خميس بن زعيل هو اسم محفور في ذاكرة الإمارات كأول شهيد قدم حياته فداءً للوطن. استشهد في يوم 30 نوفمبر 1971 أثناء دفاعه عن جزيرة طنب الكبرى، ورفض تسليم علم الإمارات، متمسكًا بموقفه البطولي حتى اللحظة الأخيرة.
هذا الموقف الجليل جعله رمزًا للتضحية والوفاء، وأصبح تاريخ استشهاده يومًا وطنيًا يُعرف بـ “يوم الشهيد”، تخليدًا لذكراه وتكريمًا لتضحيات شهداء الوطن الذين ساروا على نهجه.
قصة استشهاد سالم بن سهيل: بطولة لا تُنسى
في 30 نوفمبر 1971، وقبل إعلان قيام اتحاد دولة الإمارات بيومين فقط، تعرضت جزيرة طنب الكبرى لاعتداء من القوات الإيرانية. كان سالم بن سهيل يعمل كشرطي ضمن الوحدة المسؤولة عن حماية الجزيرة، ومع قلة العدد والعتاد، واجه سالم وزملاؤه القوات المعتدية بشجاعة وإقدام.
موقف بطولي:
عندما طالبت القوات المعتدية بإنزال العلم الإماراتي، رفض سالم ذلك بشدة. تمسك بعلم الإمارات، ورأى فيه رمزًا للسيادة الوطنية وكرامة الوطن، حتى سقط شهيدًا بعد مواجهة الأعداء بشجاعة يعجز التاريخ عن وصفها.
الدروس المستفادة:
- الإيمان بالوطن: جسد سالم بن سهيل معنى التضحية من أجل الوطن، مؤكدًا أن حب الوطن يستحق التضحية بكل غالٍ ونفيس.
- الولاء والانتماء: أظهر موقفه تمسكًا بالسيادة الوطنية، ليصبح نموذجًا يحتذى به في الإخلاص للوطن.
اختيار 30 نوفمبر يومًا للشهيد
تم تخصيص 30 نوفمبر ليكون يوم الشهيد الإماراتي، تخليدًا لذكرى استشهاد سالم بن سهيل وتكريمًا لجميع شهداء الإمارات الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل الدفاع عن الوطن.
أهمية يوم الشهيد:
- تقدير التضحيات: يعبر هذا اليوم عن الامتنان للشهداء الذين بذلوا أرواحهم لحماية أمن واستقرار الوطن.
- تعزيز القيم الوطنية: يسهم يوم الشهيد في ترسيخ مشاعر الولاء والانتماء بين أفراد المجتمع الإماراتي.
- إلهام الأجيال: يُعد يوم الشهيد فرصة لتذكير الأجيال الجديدة ببطولات أسلافهم، وحثهم على الاقتداء بهم في حب الوطن.
مكانة سالم بن سهيل في ذاكرة الإمارات
يُعتبر سالم بن سهيل رمزًا للوطنية والشجاعة، وحظي بتقدير كبير من القيادة الرشيدة لدولة الإمارات، حيث استُحضرت تضحياته في العديد من المناسبات الوطنية.
تكريم رسمي:
- أطلقت دولة الإمارات اسم سالم بن سهيل على شوارع ومدارس تكريمًا له.
- يُذكر اسمه في كل احتفال بيوم الشهيد كأول من قدم روحه فداءً للوطن.
إلهام الأجيال:
تُعتبر قصة سالم مصدر إلهام للأجيال الجديدة، حيث تسلط الضوء على أهمية التضحية والإخلاص في سبيل رفعة الوطن.
الشهيد ودور الشهداء في حماية الوطن
استشهاد سالم بن سهيل يؤكد الدور الكبير للشهداء في الحفاظ على أمن واستقرار الدولة. شهداء الوطن هم الحصن المنيع الذي يحميه من أي تهديدات خارجية.
التضحية كقيمة وطنية:
- الشهادة هي أسمى درجات التضحية، حيث يضحي الفرد بحياته ليحيا الوطن آمنًا.
- يعبر الشهداء عن القيم النبيلة التي يقوم عليها المجتمع الإماراتي.
الشهيد في التراث الإماراتي:
في الثقافة الإماراتية، الشهيد يُعتبر رمزًا للفخر والاعتزاز. القصص البطولية للشهداء مثل قصة سالم تُروى للأجيال لتبقى حية في الذاكرة الجماعية للأمة.
فعاليات يوم الشهيد في الإمارات
1. تنكيس الأعلام:
تبدأ فعاليات يوم الشهيد بتنكيس العلم في جميع أنحاء الدولة، تعبيرًا عن الحزن والاحترام.
2. دقيقة صمت:
يتوقف الجميع دقيقة صمت للدعاء والترحم على أرواح الشهداء.
3. رفع العلم:
يتم رفع العلم الوطني مجددًا مع عزف النشيد الوطني، تأكيدًا على العزة الوطنية.
4. زيارات صرح الشهيد:
يتوجه المواطنون والمقيمون لزيارة صرح الشهيد في أبوظبي، ووضع أكاليل الزهور تقديرًا لتضحيات الشهداء.
كيف نستلهم من قصة سالم بن سهيل؟
1. غرس القيم الوطنية:
تُعلمنا قصة سالم أهمية الولاء والانتماء للوطن، وهي قيم يجب غرسها في نفوس الأجيال الجديدة.
2. التضحية والعطاء:
تُبرز القصة قيمة التضحية من أجل الوطن، وتشجع الأفراد على تقديم كل ما لديهم للحفاظ على رفعة الدولة.
3. الفخر بالهوية:
تُظهر قصة سالم أن الشجاعة وحب الوطن هما أساس الهوية الإماراتية.
الخاتمة: إرث خالد لشهيد خالد
سالم بن سهيل خميس بن زعيل سيظل رمزًا خالدًا للتضحية والبطولة في تاريخ الإمارات. تضحياته ليست مجرد قصة تُروى، بل هي مصدر إلهام للأجيال الحالية والمستقبلية لتعزيز الولاء والانتماء للوطن.
في كل عام، يأتي 30 نوفمبر ليذكرنا بأن حرية الوطن واستقلاله لم يكونا إلا بفضل تضحيات شهدائه. فلنجعل هذا اليوم مناسبة لتجديد العهد بالعمل من أجل رفعة الوطن، ولنتعلم من قصة سالم بن سهيل أن التضحية في سبيل الوطن هي أعظم أشكال الوفاء.