بروتوكول يوم الشهيد في الإمارات 2024: كيف يتم الاحتفال بهذه المناسبة الوطنية

يعد يوم الشهيد في الإمارات من أبرز المناسبات الوطنية التي تخلد ذكرى تضحيات شهداء الوطن، وتعتبر هذه المناسبة علامة فارقة في تاريخ الدولة، إذ تحتفل الإمارات في 30 نوفمبر من كل عام بتخليد الذكرى العطرة لأول شهيد إماراتي، وتكرم كافة الشهداء الذين قدموا أرواحهم دفاعًا عن الوطن، سواء داخل الإمارات أو في ساحة المعارك الخارجية. وفي هذا المقال، سنتناول بروتوكول يوم الشهيد في الإمارات 2024، ونتعرف على كيفية إحياء هذا اليوم، والفعاليات التي تميزه، بالإضافة إلى التوجيهات البروتوكولية الخاصة بالاحتفالات.

يوم الشهيد الإماراتي: تاريخ وتضحية

يوم الشهيد في الإمارات هو يوم رسمي يُحتفل به في 30 نوفمبر من كل عام، ويعتبر هذا اليوم بمثابة مناسبة وطنية للاحتفاء بشهداء الإمارات الذين قدموا أرواحهم فداءً للوطن، وذلك سواء في ميادين القتال أو في المواقف التي استلزم فيها الوطن من أبنائه التضحية. ويُعد الشهيد سالم سهيل خميس، الذي استشهد في 30 نوفمبر 1971 في معركة جزيرة طنب الكبرى ضد القوات الإيرانية، أول شهيد في تاريخ الإمارات الحديث. ومنذ ذلك الحين، أُعلن يوم 30 نوفمبر يومًا رسميًا لتخليد ذكرى الشهداء في الدولة، وذلك بناءً على المرسوم الذي أصدره رئيس دولة الإمارات في عام 2015م.

ما هو بروتوكول يوم الشهيد؟

في هذا اليوم العظيم، يتم الاحتفال بشهداء الإمارات وفقًا لبروتوكول محدد يعكس مكانة هذه المناسبة في قلوب المواطنين والمقيمين على حد سواء. تتضمن الاحتفالات فعاليات رسمية ومجتمعية تهدف إلى تكريم الشهداء وأسرهم، وكذلك التوعية بأهمية التضحية في سبيل الوطن. في عام 2024، أكدت الإمارات على أهمية الالتزام بتوجيهات البروتوكول الذي يضمن صحة وسلامة الجميع، ويعكس حجم المناسبة من خلال التنظيم والاحترافية. وفيما يلي أهم النقاط التي يتضمنها بروتوكول يوم الشهيد في الإمارات:

التوجيهات البروتوكولية لاحتفالات يوم الشهيد 2024:

  1. إجراءات صحية مشددة: في ظل الظروف الصحية العالمية، يتم تنفيذ مجموعة من الإجراءات الاحترازية لضمان سلامة المشاركين في الفعاليات. يتضمن البروتوكول تقديم نتيجة فحص “PCR” تثبت خلو الشخص من فيروس كورونا، شريطة أن تكون النتيجة صالحة خلال 96 ساعة من موعد الفعالية. كما يُطلب من الحضور قياس درجة الحرارة قبل الدخول إلى فعاليات يوم الشهيد، فضلاً عن التزام الحضور بالتباعد الجسدي في الأماكن العامة والداخلية.
  2. الطاقة الاستيعابية: في إطار الحفاظ على الإجراءات الصحية، يتم تحديد الحد الأقصى للطاقة الاستيعابية للحضور في الفعاليات بنسبة 80% من السعة الكلية للمرافق.
  3. الاحتشام وارتداء الكمامات: يتوجب على جميع المشاركين في الفعاليات ارتداء الكمامات طوال فترة الاحتفال، سواء في الأماكن المغلقة أو في الأماكن العامة المزدحمة. كما يجب الالتزام بإجراءات التباعد الاجتماعي التي تضمن الحفاظ على سلامة الجميع.
  4. الاحتفال باللقاح: يتم السماح للمشاركين في الفعاليات من جميع الأعمار الذين تلقوا اللقاح المضاد لكوفيد-19، بشرط مرور 14 يومًا على آخر جرعة من اللقاح. ويشترط أيضًا أن يكون الشخص قد أتمّ تلقي الجرعة الداعمة، ويتم تطبيق البروتوكول الخاص “بالمرور الأخضر” لضمان دخول الحضور.

فعاليات يوم الشهيد في الإمارات 2024:

تتعدد الفعاليات التي تحتفل بها الإمارات في يوم الشهيد، حيث تتسم بالاحترافية والجدية، وذلك تقديرًا لتضحيات الشهداء، وتعبيرًا عن الفخر الوطني والمواطنة الصادقة. وفيما يلي أهم فعاليات يوم الشهيد:

  1. تنكيس الأعلام الوطنية: تنكس الأعلام في جميع أنحاء الإمارات في هذا اليوم، سواء في المؤسسات الحكومية أو الخاصة، وذلك تزامنًا مع رفعها في الوقت المحدد وبالتزامن مع عزف النشيد الوطني الإماراتي، في مشهد يعكس التقدير الكبير لهذا اليوم الوطني الهام.
  2. دقيقة صمت: يُطلب من الجميع الوقوف دقيقة صمت في الساعة المحددة من يوم الشهيد تكريمًا لأرواح الشهداء، وذلك في مختلف الأماكن والمناسبات الرسمية والشعبية. وتُعد هذه اللحظة تعبيرًا عن الاحترام والتقدير الكبير لما بذله الشهداء من تضحيات في سبيل أمن واستقرار الإمارات.
  3. القرآن والدعاء للشهداء: تقام العديد من البرامج الإذاعية والتلفزيونية التي تركز على تذكير الأجيال القادمة بمواقف الشهداء وتضحياتهم، وتبثّ آيات من القرآن الكريم والدعاء لأرواحهم الطاهرة. كما يتعاون الإعلام الإماراتي لنقل فعاليات يوم الشهيد عبر مختلف القنوات الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي.
  4. الزيارة الرسمية للنصب التذكارية: في هذا اليوم، يقوم كبار المسؤولين في الدولة، مثل الأمراء والمشايخ، بزيارة النصب التذكارية الخاصة بالشهداء، التي تزينها الزهور والورود. وتعتبر هذه الزيارة فرصة لتأكيد التزام الدولة بتخليد ذكرى الشهداء ودعم أسرهم.
  5. الدعم المجتمعي لأسر الشهداء: تنظم الحكومة الإماراتية العديد من المبادرات الحكومية والمدنية التي تهدف إلى تقديم الدعم والمساندة لأسر الشهداء. وتضمن هذه المبادرات تقديم المساعدة المادية والمعنوية للعائلات، بما يشمل توفير المساعدة في توفير الاحتياجات اليومية، والرعاية الصحية، والتأمين على حياة أفراد الأسرة.

أول شهيد في الإمارات: قصة الشهيد سالم سهيل خميس

إن أول شهيد إماراتي هو الشرطي سالم سهيل خميس، الذي استشهد في 30 نوفمبر 1971 خلال معركة جزيرة طنب الكبرى. كان الشهيد سالم خميس يعمل في شرطة رأس الخيمة، وكان مكلفًا بحماية جزيرة طنب الكبرى عندما اجتاحت القوات الإيرانية الجزيرة في ذلك اليوم. رفض الشهيد سالم خميس الاستسلام للأوامر الإيرانية ورفض خفض علم دولة الإمارات، ما جعله يواجه القوات الإيرانية ببسالة وشجاعة حتى استشهد أثناء تأديته لواجبه الوطني. هذا الحادث أصبح نقطة انطلاق ليوم الشهيد في الإمارات، الذي تم الاحتفال به لأول مرة في عام 2015.

أهمية يوم الشهيد في الإمارات

يوم الشهيد في الإمارات هو أكثر من مجرد مناسبة وطنية؛ إنه فرصة لإعادة التذكير بتضحيات أبناء الوطن الذين ضحوا بحياتهم في سبيل الحفاظ على كرامة الإمارات واستقلالها. يشكل هذا اليوم دعوة للأجيال الجديدة لتقدير معنى التضحية والوطنية، وتعلم ضرورة الانتماء للوطن والعمل على الحفاظ على أمنه وسلامته. كما يعكس هذا اليوم وحدة الشعب الإماراتي في مواجهة التحديات التي قد تطرأ على الوطن، سواء كانت على الصعيد العسكري أو السياسي.

الختام:

يعد يوم الشهيد في الإمارات مناسبة وطنية بارزة تعكس مدى وفاء الشعب الإماراتي لشهدائه وتضحياتهم. عبر الفعاليات الوطنية المختلفة، وبرتوكولات الاحتفال الخاصة بهذا اليوم، تواصل الإمارات التأكيد على أن الوفاء لأرواح الشهداء هو جزء أساسي من ثقافتها الوطنية. ومن خلال هذه المناسبات، يتم التأكيد على ضرورة تعزيز قيم التضحية والشجاعة والانتماء للوطن، كما يُعبر عن دعم الدولة المستمر لأسر الشهداء التي تعتبر جزءًا لا يتجزأ من هذا الوطن المعطاء.

منى جمال

كاتبة تمتلك أسلوبًا مميزًا في الكتابة يجمع بين البساطة والإبداع. تركز في كتاباتها على تغطية موضوعات تهم جمهورًا واسعًا من القراء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى