من هو ديفيد هيرد؟ المهندس الذي ترك بصمة في تاريخ النفط الإماراتي
في خطوة إنسانية تبرز عمق العلاقات بين الإمارات والمجتمع الدولي، قدم الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء، واجب العزاء في المهندس البريطاني الراحل ديفيد هيرد، الذي توفي منذ حوالي شهر في العاصمة أبوظبي.
وقد عبّر الشيخ ذياب بن محمد عن صادق تعازيه ومواساته لأسرة الفقيد خلال زيارته لمنزل الراحل في أبوظبي، وهو ما لاقى تعاطفًا واسعًا من قبل المجتمع المحلي والدولي. عقب هذه الزيارة، بدأ العديد من الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي في البحث عن هوية ديفيد هيرد وحقيقة دوره الكبير في تاريخ قطاع النفط في الإمارات.
من هو ديفيد هيرد؟
ديفيد هيرد كان واحدًا من كبار المهندسين الذين ساهموا بشكل ملحوظ في تطور قطاع النفط في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث بدأ مشواره المهني في الإمارات منذ الستينيات. وُلد هيرد في المملكة المتحدة، ولكنه اختار الانتقال إلى إمارة أبوظبي عام 1963 للمشاركة في مشروع طموح كان يهدف إلى زيادة إنتاج النفط في حقول جديدة تقع في الصحراء.
توفي المهندس البريطاني ديفيد هيرد المقيم في أبوظبي لأكثر من 61 عاما عن عمر يناهز 85 عاما بالسرطان اثناء علاجه في المانيا ، وصل ديفيد هيرد لأبوظبي في أغسطس من عام 1963م كمهندس بترول في شركة نفط أبوظبي ، تزوج الدكتورة الألمانية فراوكة هيرد باي عام 1967م في أبوظبي والباحثة في الأرشيف الوطني لأكثر من 40 عاما .
رحلة حافلة بالإنجازات
لعب ديفيد هيرد دورًا مهمًا في دفع قطاع النفط في الإمارات إلى الأمام، وهو ما أضافه إلى مسيرته المهنية اللامعة في مجال هندسة النفط. منذ وصوله إلى أبوظبي، أصبح جزءًا أساسيًا من الفريق الذي شهد تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة، بما في ذلك المراحل الأولية لاكتشاف النفط في المنطقة.
من جهة أخرى، كان ديفيد هيرد من المدافعين عن التعاون الثقافي والعلمي بين الإمارات والمجتمع الدولي. فقد كرس الكثير من وقته للعمل على تعزيز العلاقات بين الإمارات والدول الغربية، وفي هذا السياق شارك هيرد في العديد من الفعاليات الدولية. وكان عضوًا في نادي المسافرين، تشاتام هاوس، والجمعية الملكية للشؤون الآسيوية، بالإضافة إلى كونه زميلًا في معهد الطاقة.
المساهمة الثقافية والعلمية
على الرغم من مرضه في السنوات الأخيرة من حياته، استمر ديفيد هيرد في ممارسة عمله الفكري، حيث كانت آخر إصداراته الكتابية بعنوان “النفط أخيرًا”، الذي قدمه في ميونيخ في 9 أكتوبر 2024. الكتاب كان السادس في سلسلة من الكتب التي أصدرها تحت عنوان “من اللؤلؤ إلى النفط”، والذي تطرق فيه إلى تاريخ صناعة النفط وأثرها الكبير في تحول الإمارات من اقتصاد يعتمد على اللؤلؤ إلى اقتصاد يعتمد بشكل رئيسي على النفط.
صداقة مع قادة الإمارات
خلال حياته الطويلة في الإمارات، كان له العديد من اللقاءات مع مؤسسي دولة الإمارات، أبرزهم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. وقد تحدث ديفيد في العديد من المناسبات عن الفترات التي قضاها في أبوظبي وعن صداقته الوثيقة مع قادة الدولة الذين كان لهم دور كبير في دعم مسيرته المهنية.
إرثه العلمي والإنساني
ديفيد هيرد يعتبر شخصية بارزة ليس فقط في قطاع النفط، بل أيضًا في المجال الثقافي والأكاديمي. فقد كان له دور كبير في تبادل المعرفة والخبرة مع العديد من المهتمين بتطور صناعة النفط على مستوى عالمي. ومهما كانت الصعوبات التي مر بها في سنواته الأخيرة بسبب معركة السرطان، إلا أن إرثه العلمي في مجال الطاقة سيظل حيًا وملهمًا للأجيال القادمة.
كلمة وداع من الشيخ ذياب بن محمد
من جانبه، أكد الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، الذي قام بتقديم واجب العزاء في ديفيد هيرد، على أهمية دور هذا المهندس الراحل في مسيرة دولة الإمارات التنموية، حيث وصفه بأنه “رجل له بصمة كبيرة في مجال النفط وكان له أثر إيجابي على الإمارات”.
رحيل ديفيد هيرد شكّل خسارة كبيرة ليس فقط للإمارات، بل للقطاع النفطي العالمي ككل. لكنّ إرثه العلمي والتقني سيظل حاضراً عبر العديد من الكتب والدراسات التي نشرها طوال حياته.